الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عناية الإسلام بالصحة النفسية والعضوية

السؤال

كيف اعتني الإسلام بالصحة (الصحة النفسية والعضوية) مع مجموعة من الأحاديث؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اهتم الإسلام بالمحافظة على الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والمال والنسل والعقل، ولا شك أن الصحة البدنية والنفسية تدخلان ضمن هذه الضروريات ولو بوجه من الوجوه، هذا بصفة عامة، وفي الشرع من القواعد الكلية العامة ما يؤكد ذلك ويدعو إليه، ومن أهم هذه القواعد:

1- لا ضرر ولا ضرار.

2- الضرورات تبيح المحظورات.

وأساس ذلك ما ورد في الكتاب والسنة من الآيات الدالة على وجوب تجنب الضرر والحرص على ما يقيم البدن ويحافظ عليه، كقوله تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}، وقوله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، ومن القواعد المتفرعة على ما ذكرنا (كل ما ثبت ضرره ثبت تحريمه) وهذا منتهى الحرص من الشرع في المحافظة على صحة الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه. متفق عليه، من المحافظة على صحة النفس من الكراهية والبغضاء والحزن ما هو معلوم، وقد علله النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل الكذب إلا في ثلاث؛ يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس. رواه الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح، وفيه مراعاة الحالة النفسية للزوجة بذكر ما يسرها ولو كان كاذباً دون أن يكون فيه مضرة للغير.

وكذا أمر الإسلام المحافظة على البيئة وتجنب كل ما يضر بها، ومن أهم الدواعي إلى ذلك المحافظة على مواردها من التلوث المضر بالكائنات الحية وليس الإنسان فحسب، كما حرم الله سبحانه وتعالى لحم الخنزير لنجاسته ومضرته، قال الله تعالى: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ {الأنعام:145}، وغير ذلك من النصوص الدالة على ما ذكرنا، واستقصاء ذلك يطول بما لا يتناسب مع الجواب، ولكننا نحيل السائل إلى كتب الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ككتب الشيخ الزنداني، وذلك للتعرف على بعض العلل التي حرم الله لأجلها بعض الأطعمة والأشربة من الناحية الطبية، وراجع للفائدة في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 28667، 16689، 48493، 9791.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني