الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سكنى المسلم مع بعض النصارى في غرفة واحدة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكر الموقع وأشكركم جميعا على هذه الخدمة
سيدي الفاضل أنا شاب مصري مغترب بالإمارات للعمل نظرا لظروف السكن وصعوبة الحصول عليه وارتفاع قيمة الإيجار بشكل كبير اضطرتني الظروف للسكن مع إخوة مسيحين بنفس الغرفة وأنا في قلق هل هذا حرام أم حلال مع العلم أني والحمد لله إنسان متدين أؤدي فروضي و لسنا مشتركين في أي شيء سوى الغرفة للنوم فقط بمعني أنه لايوجد شراكة في طعام ولا خروج ولا حتى مواضيع مشتركة سوى الكلام العام العادي الذي لا يمس الدين أو الغيبة أو أي شيء يكون حراما ونراعي مشاعر بعض ونتعامل بالاحترام ويعلم الله أن هذا رغما عني لظروف السكن فقط وإنني غير راض نفسيا على هذا الموقف وإنني في بحث مستمر عن سكن آخر فأفتوني جزاكم الله خيرا هل هذا حلال أم حرام ؟. وانا أحبكم في الله وفقكم الله للخير والرشاد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعلاقة بين المسلم وغيره يجب أن تكون مضبوطة بالضوابط التي حددها الشرع، وخاصة في هذا الزمان الذي التبست فيه الأمور، وكثر الجهل بالدين، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح المسلمون لا يتميزون عن غيرهم في مظهرهم العام أو مخبرهم الخاص.

والعلاقة مع أهل الكتاب إذا كانوا مسالمين غير محاربين يكون أساسها البر إليهم والعدل معهم والإنصاف لهم.

كما قال الله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة: 8}. وكنا قد بينا ذلك من قبل، فراجع فيه فتوانا رقم: 23135.

وقد أباح الشرع للمسلم أن يتزوج بالكتابية، ولا شك في أن ذلك أخص من مجرد المساكنة.

فتبين من جملة ما ذكر أنه لا حرج عليك في مساكنة أولئك بالضوابط التي بينا. ولو استطعت دعوتهم إلى الإسلام وتوجيههم بأقوالك وأفعالك نحو قيمه وأخلاقه ومثله العليا لرجونا أن يكون لك بذلك خير كثير. ففي الحديث الشريف: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. رواه البخاري ومسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني