الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقاية النفس من الوساوس الشيطانية

السؤال

شاب أريد علاجاً، كلما تحدثت مع شخص مهما كان ذكراً أو أنثى تسقط عيني على جنسه بغير قصد مما يسبب لي حرجاً كبيراً، أعني على ذلك يا شيخ رعاك الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك أن تصرف بصرك عما يقع عليه من ذلك وقطع الفكر عنه ومجاهدة النفس على تركه لما قد يؤدي إليه.

كل الحوادث مبداها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر

واشغل قلبك ونفسك بذكر الله، واستشعر مراقبته لك في كل حين واطلاعه على ما توسوس به نفسك، وإن كان قد تجاوز عنه مغفرة منه وكرماً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.

إلا أن دوام ذلك ومجاراة الفكر والخاطر فيه سيؤدي لا محالة إلى ما هو أسوأ منه، ولذا قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور:30}، وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. أخرجه أبو داود والترمذي والبيهقي وحسنه الألباني.

والنظر زنى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي. رواه البخاري ومسلم. قال الإمام النووي في شرح مسلم: إن من الناس من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام والفكر بالقلب.

فعليك أيها الأخ الكريم أن تقلع عن تلك العادة السيئة، وجاهد نفسك على ذلك ولك البشرى إن فعلت، فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، قال عبد الله بن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا. كما عند القرطبي، وقال الشوكاني: أي جاهدوا في شأن الله لطلب مرضاته ورجاء ما عنده من الخير لنهدينهم سبلنا: أي الطريق الموصل إلينا. انتهى، وانظر الفتويين التاليتين: 56616، 3867.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني