الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شراء الأرض ممن سبقوا إليها

السؤال

أنا في فلسطين هناك الكثير من الأراضي الحكومية التي وضع الناس يدهم عليها وأنا أسكن في بيت صغير لا يكاد يتسع لعائلتي وأنا من أسرة ملتزمة وبيتي وبيت جيراني متلاصقان لبعضهم البعض يعني لو أحد فتح تلفازه في بيته أنا أسمعه كأنه عندي ، السؤال هو : أني أرغب في شراء أرض حكومية لنظراً لرخص ثمنها من الذين وضعوا أيديهم على تلك الأراضي الحكومية فهل يجوز لي ذلك علماً أنني لا أملك أن أشتري أرضاً بشكل رسمي ؟
أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان السائل الكريم يعني بالأراضي الحكومية جميع التراب الوطني للدولة ، فهذا لا يسمى أرضا حكومية وإنما هو لمن أحياه من المواطنين أو لمن سبق إليه ، والدولة إنما يكون لها حق الإشراف عليه فقط ، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين كانت الأرض تملك بالإحياء ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أحيا أرضا مواتا من غير أن يكون فيها حق لمسلم فهي له . رواه البخاري ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من سبق إلى مباح فهو أحق به . رواه أبو داود وصححه الضياء المقدسي .

وعليه فإذا كانت الأرض مملوكة للذين وضعوا أيديهم عليها ، لكونها مواتا وقد أحيوها أو سبقوا إليها ، أو اشتروها ممن سبق إليها ، فلا شك في إباحة شرائها منهم ولو بالنسبة لمن لم يضطر إلى ذلك .

وإذا كان السائل الكريم يعني بالأراضي الحكومية معنى غير الذي أجبنا عليه فليبينه لنا عسى أن يتسنى لنا الإجابة عليه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني