الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بطلان عقيدة الكاكائية

السؤال

هنالك فئة من الناس تسمي نفسها الكاكية(الصارلية) موجودة عندنا في شمال العراق يدَّعون الإسلام ولايعملون شيئا من تعاليمه ومن أفعالهم لايذبحون الديك ويقدسونه ويقدسون علي رضي الله عنه ولايقتدون به ويقولون إنه هو يصلي مكاننا ويصومون ثلاثة أيام مجهولة وعباداتهم سرية لايراها أحد من هم هؤلاء أفيدونا أفادكم الله ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلفظة " كاكائية " كردية مأخوذة من " كاكا " بمعنى الأخ ، والنسبة إليها " كاكائي " والنحلة يقال لها " كاكائية "، ومن أهم كتبهم :

1 ـ خطبة البيان : وهي من أشهر ما عرف عنهم ، ويعدونها من أعظم كتبهم وأجلها ، لا يرغبون في أن يطلعوا أحدا عليها ، أو أن يقرأها غيرهم ، لما فيها من غلو وأوصاف وينسبونها زورا وبهتانا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفيها من المخالفات الشيء الكثير .

2 ـ كتاب " جاودان عرفي " ويعد من كتبهم المهمة ، وهو منتشر باللغتين التركية والفارسية . ولديهم أكثر من خمسة عشر كتابا آخر .

وأما عقائدهم فهم يصرحون بأنها مكتومة ، لا يبوحون بها ولا يجيزون هتك الستر عنها . وتتصف عقيدة الكاكائية بالغلو الشديد ولعل أشد المؤثرين على عقيدتهم هو الحسين بن منصور الحلاج من أكبر غلاة الصوفية ، ولمعرفة بعض أباطيل هذا الرجل راجع الفتوى رقم : 13742 ، ولهم أضرحة ومزارات يزورونها ويتبركون بها وهي كثيرة ومعروفة عندهم يقدمون فيها النذور لتسقط عنهم التكاليف حسب زعمهم الباطل . ومن عقائدهم المذكورة عنهم : تأليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وأما اعتقادهم في الله تعالى : فهو عندهم من أكثر العقائد غموضا فهم يرون أن الله سبحانه وتعالى لا يصح وصفه أو نعته ولا تسميته ، وهذا نفي لوجود الله تعالى، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

ومن عقائدهم الباطلة أيضا وحدة الوجود والحلول والاتحاد : وهي ظاهرة في شعرهم ، ولمعرفة بطلان هذه العقيدة ومخالفتها لأصول الإسلام راجع الفتوى رقم : 11542 ، ومنها التناسخ : وهذا من عقائدهم الأصلية وهو نتيجة للحلول ، فإذا لم يتم التناسخ فلا يكون الحلول أبدا ، ومعناه عندهم انتقال الروح العادية من بدن إلى آخر حتى تطهر وتكون مجردة عما ارتكبه من أعمال أو ما اقترفت من آثام ، وللرد على هذه العقيدة راجع الفتوى رقم : 58592 .

وأما موقفهم من الديك فالذي وجدناه عنهم هو أن عندهم أكلة تسمى أكلة المحبة ، وتجرى في اجتماعهم العام ، وفيه يذبح الرجل ديكا ويطبخ معه حنطة أو أرزا ، ويقدم للشيخ ، أو يقوم الرئيس بذبح شاة أو خروف ويدعي أهل القرية ويقومون باحتفال كبير ، يرقصون فيه ويقرؤون دعاء يسمونه دعاء الألفة ويوزع الطعام ( الأكلة ) ومن أكل من هذه الأكلة نال الثواب بزعمهم الباطل . ولا شك أنها بعقائدها هذه تكون فرقة ضالة، بل خارجة عن الإسلام وإن انتسبت إليه .

ولمن أراد التوسع في معرفة أباطيل هذه الفرقة فليرجع إلى الكتب التالية : الكاكائية في التاريخ ، لعباس العزاوي ، ودائرة المعارف الإسلامية ، ومفصل جغرافية العراق لطه الهاش .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني