الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مما يعين على التخلص من الوسواس القهري

السؤال

أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري أمر بمحنة أصفها بأنها قاسية من تجربة مريرة وطويلة مع الوسواس القهري ولم أعرف ما بي إلا عندما قرأت ما ورد في الموقع وقارنت بين ما أفعله وما أشعر به وبين ما هو موجود في الموقع لأجد أن الكثير من الأعراض تنطبق عليّ ، ولم أعرف هذا إلا منذ فترة قصيرة ولكن سياط هذا الوسواس كانت تجلدني منذ أن وعيت على هذه الدنيا وكنت أحياناً أتساءل ما بي ؟ وما هذا الذي ينتابني ؟ وما هي القوة التي تؤثر بي وتجبرني إجباراً على القيام بهذه الأفعال والتفكير قسراً بهذه الأمور ؟ ولجهلي كنت أعتقد أن هذا الأمر يحدث لي ومعي فقط دون سائر الخلق ، المهم أرجو مساعدتي ومد يد العون لي بكل ما يمكن أن يخلصني من عذابي الشديد مع جزيل الشكر .
أرسلت هذه الرسالة في وقت سابق وقد عرفت من خلال قراءتي أن العلاج يتكون من شقين شق سلوكي وشق يشمل تناول الدواء وأن الشقين يجب أن يكونا متلازمين تحت إشراف طبيب ولكن لأسباب معينة أريد أن أتناول الدواء وحده حتى و إن لم يكن هذا شافياً تماماً من هذا المرض على أن يخفف تناولي للدواء من حدته التي تجعل أيامي جحيماً وسؤالي هل هذا ممكن ؟ وما مدى فعالية الدواء في تخفيف حدة المرض وإلى أي مدى سأستفيد منه بغياب العلاج السلوكي والاقتصار على الجانب الدوائي فقط ؟ وما هي أسماء الأدوية ؟ وأيها أكثر فعالية ؟ وكم مرة أتناول منه في اليوم ؟ أفيدوني بكل التفاصيل بارك الله فيكم .
أرسلت هذه الرسالة لكم قبل مدة وقد أجبتموني مشكورين بهذه الرسالة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا علاج الوسواس القهري في فتاوى سابقة ، ولك أن تراجع منها الفتوى رقم : 10973 .
وأما سؤالك عما إذا كان يمكن تناول الدواء وحده ؟ ومدى فعالية الدواء في تخفيف حدة المرض ؟ وإلى أي مدى ستستفيد منه بغياب العلاج السلوكي والاقتصار على الجانب الدوائي فقط ؟ وما هي أسماء الأودية ؟ وأيها أكثر فعالية ؟ وكم مرة تتناول في اليوم ؟ فإن مثل هذه الأسئلة ينبغي التوجه بها إلى المختصين بالأمراض النفسية .
والله أعلم .
وعندما عدت للفتوى المشار إليها بالرقم أعلاه لم أجدها وقد قادتني إلى أنه لا توجد صفحة هذه هي النقطة الأولى ، أما النقطة الثانية أنه وعندما قمت بمراجعة الفتاوى السابقة وجدت أن هناك دكتور محمد عبد العليم تصدى للإجابة عن هذه الأسئلة وعندما قمت بمراجعة مجموعة من الفتاوي السابقة في موضوعي - أقصد الوسواس القهري- وجدت أن هناك تفصيلا في الإجابة وكيف يجب على المريض أن يتناول الدواء وما مقدار الجرعة وغيرها من الأمور التفصيلية وهذا بالضبط ما أريده وما أسعى وراءة حيث أنني لا أريد اللجوء إلى الأطباء النفسيين هنا هذا بالإضافة إلى عدم وجود أطباء كثر في هذا المجال عندنا في فلسطين ، أرجو من حضراتكم إن أمكن بأي طريقة أن تجيبوا عن أسئلتي وبأكبر قدر ممكن من التفصيل حيث إن معاناتي من الوسواس كبيرة وقد بلغ الجهد مني مبلغاً كبيرا عسى أن يجعل الله الفرج في رسالتكم وردكم علي، وبارك الله فيكم .
أرجو الرد على بريدي : haithamfarahat@maktoob.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يشفيك شفاء تاما لا يغادر سقما، وأن يحفظك من كل مكروه. ونوصيك بالاستعانة بالله والتوكل عليه فهو خير حافظ، وهو أرحم الراحمين، قال جل من قائل: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ {الزمر: الآية36}، وقال: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ {الأنعام: الآية17}.

وعليك بالإكثار من التعوذات الشرعية، قال ابن القيم رحمه الله: فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق...

وردا على رسالتك الجديدة نخبرك أن الفتوى التي أحلناك عليها موجودة في موقعنا بنفس الرقم الذي بيناه والذي كتبته أنت أيضا في رسالتك. فعد إليها مرة أخرى، فلعلك في المرة السابقة أخطأت في كتابة الرقم.

وحول النقطة الثانية، فطالما أنك وجدت من تصدى للإجابة عن أسئلتك، ووجدت عنده تفصيلا في الإجابة، وكيف يجب على المريض أن يتناول الدواء، وما مقدار الجرعة، وغير ذلك من الأمور التفصيلية، فلم يبق إلا أن نحمد الله أن قيض لك من رد على أسئلتك، فاعمل بما أشار عليك به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني