الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي، هل يجب الزواج على المسلم ويعاقب اذا لم يتزوج ؟ لأني تعبت من البحث عن شريكة الحياة ولم أجد من تناسبني وأرغب بأن أعيش بدون تعب أو إرهاق وأتفرغ للعبادة والسفر والصدقة والدعوة والعيش بسلام والاستمتاع بالحياة دون معصية واضحة. وليس التعب وراء إرضاء الزوجة وأهلها وتحمل أعباء العمل لكي أعول زوجتي وقد أتعرض للإهانة من قبل المدير المباشر وأتحمل هذا لزوجتي ثم تكون زوجتي من أهل كفران العشير . ومن تربية الأبناء وأنا أعلم أني لن أستطيع تربيتهم لأن المجتمع يربي الأبناء اليوم وليس البيت ولا أرغب بان أشاهد أبناء فاسقين وخاصة لو توفي أحدهم وأنا أعلم انه لم يكن يصلي . ولا أستطيع أن أحرمهم من المجتمع وتجاربهم الخاصة التي قد تكون عواقبها كارثة بحد ذاتها .وأستطيع أن أعف نفسي مدى العمر بأن لا أتعرض لنساء ولا أعطيهم فرصه أو لنفسي لمجرد التفكير بهم .
النساء في العالم العربي ينظرن إلى المادة ويصرحن بذلك علنا .
النساء في أوروبا جميلات جدا ولا يطلبن المادة أساسا الزواج بل إنهم لا يطلبون الزواج .
إن قلنا امرأة غربية مسلمة رفض الأهل بحجة أنها غربية ولا ينبغي ذلك وأني سوف أكون عاصيا لو تزوجت من هناك إضافة إلى نظرة المجتمع وقوانين الدولة .. الخ .
إن وجدت امرأة قد تكون قبيحة جدا لدرجة أني لا أستطيع معاشرتها ، وإن وجدت امرأة جميله تطلب سكنا مستقلا، وان وجدت امرأة متدينة رفضتني لأني أدخن . حتى العوانس لهم شروط لا تنتهي اليوم
هل يحق لي أن أريح رأسي بأن أمشي في الحياة مثل ابن بطوطة وألف العالم كله وأنسى مسألة الزواج إلى الأبد أم أني آثم أو أضيع أجرا كثيرا في نصف الدين ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 72253، والفتوى رقم: 62986، والفتوى رقم: 53409، أن النكاح ليس له حكم واحد، فقد يكون في حق بعض الناس واجبا ، وقد يكون في حق بعض الناس مندوبا وهكذا، وبينا أيضا أن ترك النكاح خلاف الأولى.

وعليه.. فإذا ترك المسلم النكاح ولم يخش على نفسه الفتنة، وتفرغ للعبادة والعلم والدعوة إلى الله تعالى، فإنه مأجور غير مأزور، وننصحك أخي بأن تنظر إلى الحياة بتفاؤل لا بيأس، وأن تعزم على تأسيس بيت مسلم يقوم على تعاليم الإسلام وما أرشد إليه من أخلاق حميدة، وننصحك بأن تتزوج من بنات جنسك، فإن ذلك أدعى للتفاهم والانسجام.

وأما الزواج من مسلمة أوربية فلا مانع منه إذا علم تدينها وصلاحها بحيث تكون قادرة على تربية أبنائها وتعليمهم دينهم .

وأما التدخين فيكفي في ردع صاحبه ما يجلبه من أمراض وأسقام عرفها العالم كله، وحذر منها صانع الدخان نفسه، وانظر الفتوى رقم: 1671.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني