الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أسأل عن أدب الاختلاف في المسائل الفقهية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عمّا سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن اختلاف أهل العلم في المسائل الفقهية هو رحمة من الله تعالى للأمة.

قال العلامة بدر الدين الزركشي في البحر المحيط 8/120: اعلم أن الله تعالى لم ينصب على جميع الأحكام الشرعية أدلة قاطعة؛ بل جعلها ظنية قصداً للتوسيع على المكلفين، لئلا ينحصروا في مذهب واحد لقيام الدليل عليه. انتهى.

وقال الإمام ابن قدامة -رحمه الله- عن اختلاف الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين: اتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة. اهـ.

لهذا؛ فمن أدب من يناظر خصمه في المسائل الفقهية أن يتحلى بجملة من الآداب.

منها: الابتعاد عن اللَّجاج والمكابرة والرياء والمفاخرة، ومنها: التفطن لما يقوله الخصم وعدم تسفيه رأيه، ومنها: التأني والانضباط ونحو ذلك.

وقد لخص الإمام الشافعي –رحمه الله تعالى- آداب المناظرة في أبيات قال فيها:

إذا ما كنت ذا فضل وعلـم بما اختلف الأوائل والأواخرْ

فناظر من تناظر في سكونٍ حليما لا تلـجَّ ولا تكابـرْ

يفيدك ما استفاد بلا امتنانٍ من النكت اللطيفة والنوادرْ

وإياك اللجوح ومن يرائـي بأني قد غلبت ومن يفاخـرْ

فإن الشر في جنبات هـذا يمني بالتقاطـع والتدابـرْ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني