الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إبقاء اللولب لتأخير الحمل والنقاط البنية قبل الدورة وبعدها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اطلعت على الكثير من الفتاوى في موقعكم عن أحكام الحيض ولكن سبحان الله لم أجد ما يشفي صدري ويجيب على سؤالي بوضوح أكبر... فنوع السؤال قد تكرر لكن لي نقطة أضيفها... قرأت فتوى بحرمة تركيب اللولب لغير المضطر وما فهمته أن المضطرة هي من حملها قد يسبب لها مضاعفات أو ما يؤدي لحياتها بضرر.. أنا أستعمل هذا المانع وباتفاق مع زوجي قررت أن أخرجه لكن زوجي يرفض بسبب أنه لا مانع آخر يمكنني استعماله لأن الحبوب أكثر خطورة على الصحة فلا أدري ماذا يجب على فعله هل أستخرجه أم أتركه ولا أثم علي بعد علمي بتحريمه؟
أما الجزء الآخر والذي ذكرت آنفاً أنه لم يشف غليلي هو... في كل شهر من الدورة عندي 3 أيام تأتيني نقط بنية قد تنزل بين الفرض والآخر أو تنزل قطرات قليلة ثم يكون يباس تام لمدة فرضين أو ثلاثة وقد تمر الخمسة فروض ولا أرى فيها سوى قطرات جداً بسيطة عندما تنشف هذه القطرات يظهر لونها أصفر مع بعض آلام الظهر فقط... فأنا في حيرة من أمري وعلى شك لا أخفي ما الله يعلمه أني مرات أصلي ولست مرتاحة للأمر، ولكن هذا الشهر قررت أن أستفسر كي أكون على بينة ما الذي يجب علي أن أفعله، ليس لدي أي أشكال في آخر الدورة بتاً، ولكن هذه الثلاثة أيام الأولى ما تجعلني أحيا في قلق، فأفيدوني إن كان الحكم هنا استحاضة لأني مديونة لربي بصلاة يوم، وإلا فالله المستعان وله الحمد على كل حال؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز تركيب اللولب لغير ضرورة أو حاجة كما علمت من الفتاوى التي قرأتِها سابقاً ومنها الفتوى رقم: 22784.

وما دمت قد ركبته لغير حاجة وهو لا بد من التخلص منه بإخراجه في نهاية الأمر فنوصيك بسرعة التخلص منه، لتسلم لك صلاتك وصومك، وتستريحي من مشاكل الدورة واضطراباتها، ولا يجب عليك ذلك لأن المحظورات التي من أجلها منع تركيبه قد ارتكبت وبقاؤه لحاجة تأخير الحمل لمدة معينة لا محظور فيه إلا إذا سبب بقاؤه ضرراً فيجب عليك نزعه.

وأما نقط الدم البنية التي تأتيك فإما أن تأتيك قبل نزول الدم وتواصله أو تأتيك بعد الطهر منه فإن كانت قبل نزوله ولم يفصل بينها وبين نزوله خمسة عشر يوماً فهي دم حيض تمتنعين معها مما تمتنع منه الحائض، وأما عند انقطاعها فتفعلين ما تفعله الطاهر، فإذا كان مجموعها مع ما بعدها من الدم والطهر المتخلل لا يزيد على خمسة عشر يوماً فالجميع حيض.

وإن كانت مع ما بعدها تزيد على خمسة عشر يوماً فترجعين إلى التمييز فما ميزت أنه دم حيض فهو دم حيض والباقي دم استحاضة, وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنك في هذه الحالة ترجعين إلى أيام عادتك المعروفة لديك وما زاد عليها فهو دم استحاضة ولا حرج عليك في الأخذ بأحد القولين، وأما إن كانت تأتيك بعد انقطاع الدم ففي هذه الحالة إذا جاءتك قبل مرور خمسة عشر يوما من ابتداء نزوله فهي دم حيض, وإن جاءتك بعد مرور خمسة عشر يوما من ابتدائه وقبل مرور خمسة عشر يوما من الطهر فهي دم فساد, وإن جاءت بعد خمسة عشر يوماً من الطهر فهي حيض جديد إن تواصل نزولها يوما وليلة وإلا فهي دم فساد لأن أقل دم الحيض يوم وليلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني