الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لبس المرأة المعطف المصنوع من فرو الأرنب

السؤال

لدي معطف من فرو الأرنب الطبيعي الموصوف بملمسه الناعم وجماله وأنا امرأة (20 عاماً) ملتزمة، فهل يجوز لي لبسه أم أنه يعتبر نوع من أنواع الزينة أو ثوب شهرة أو ما شابه ذلك، فأفتونا مأجورين بإذن الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأرنب من الحيوانات المباحة إذا ذكيت، لما روى أنس في الصحيحين: أنهم اصطادوا أرنباً بمر الظهران فأكلوا، وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوركها فأكله. وفي سنن الترمذي والنسائي: أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لأصحابه كلوا، وقال: للأعرابي كل...

وإذا ثبتت إباحة لحم الأرنب كان جلدها مباحاً، وبالتالي فهو طاهر، وأما عن إباحة لبسه، وما إذا كان نوعا من أنواع الزينة أو ثوب شهرة، فنقول فيه: إنه قد ورد في الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة. رواه الإمام أحمد في المسند، وأصحاب السنن وحسنه الألباني.

وثوب الشهرة هو الذي يلبسه الشخص ليتميز به عن غيره من الناس فيشتهر به ويعرف على وجهة التكبر والخيلاء... ولك أن تراجعي في ذلك فتوانا رقم: 3442.

وأما ثوب الزينة، فلا حرج فيه إلا إذا لبسته المرأة بقصد استمالة قلوب الرجال الأجانب إليها، كأن تلبسه عند حضورهم، أو عند خروجها من بيتها، ونحو ذلك.

وأما لبسها للزينة وهي مع زوجها أو في بيتها أو مع نساء فليس فيه حرج، فالحاصل إذاً أنه لا حرج عليك في لبس المعطف المذكور إن لم يكن على جهة التكبر والخيلاء، ولم تكوني متزينة به للأجانب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني