الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحصول بطاقة ائتمان من بنك ربوي لمن يثق بسداد ما عليه قبل الموعد

السؤال

أعمل دكتورا بإحدى الجامعات المصرية وقد أتاني مندوب أحد البنوك يخبرني أن البنك يقدم عرضا للأساتذة في الجامعة عبارة عن كارت اعتماد Visa Card بمبلغ 9 آلاف جنيه وإني لن أدفع هذا المبلغ بل يقدم من البنك بحيث يمكنني الشراء بضمان هذا المبلغ والتسديد في حدود 56 يوما بدون فوائد كما يمكنني الاقتراض منه والتسديد قبل مرور 30 يوما أيضا بدون فوائد لكن إن تأخرت عن موعد السداد فإنه سيتم خصم المبلغ من مرتب مضافا إليه فائدة معينة ومصاريف إدارية ، علما بأن البنك الذي يقدم هذه الخدمة هو بنك ربوي في الأساس لكني لن أضع فيه من مالي وكل ما يحدث هو الشراء بضمان المبلغ الموضوع في الكارت والتسديد قبل الموعد وهو أمر يسير عليَّ .والسؤال هو : هل قبول هذا العرض حرام ويعد ربا ، وهل هذا هو ربا النسيئة ؟أفيدوني أفادكم الله وأصلح بالكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفيزا الائتمانية ( Visa Card ) تعتبر في حقيقتها قرضا من البنك للعميل، ويُحكم فيها بأحكام القرض في الشريعة ، ومن أشهر أحكام القرض حرمة اشتراط رده مع زيادة؛ إذ كل قرض جر نفعا فهو ربا .

وعليه؛ فلا يجوز للبنك أن يأخذ زيادة على مقدار القرض عند التأخر في السداد لأن هذا هو الربا بعينه الذي نزل القرآن الكريم بتحريمه فقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {البقرة: 278 } وكان الدائن في الجاهلية إذا حل موعد السداد يقول للمدين: إما أن تقضي وإما أن تربي. يعني يٌمهله في القضاء مع زيادة ، وهذا هو نفسه الشرط المذكور في إصدار هذا النوع من الفيزا فلا يحل لك الإقدام على أخذها ولو كنت واثقا من أنك ستسدد ما عليك قبل حصول سبب الفائدة ، لأن قدومك على هذا مع وجود الشرط المحرم إقرار بالربا ، وقد تعجز عن السداد فترابي ، وراجع للمزيد الفتوى رقم : 42789 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني