الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل انتشر الإسلام بحد السيف

السؤال

أريد إيضاحا عن الفتوحات الإسلامية هل تعني أن المسلمين كانوا يحتلون بلاد غيرهم وينشرون الإسلام بحد السيف ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الفتح الإسلامي كان بعضه عنوة بعد دعوة حكام تلك البلاد إلى الله تعالى والدخول في دينه ، أو أداء الجزية للمسلمين وترك الحرية للناس في اختيار الدين الذي يختارون اعتناقه ، فمن امتنع من الحكام عن أحد هذين الخيارين قاتله المسلمون حتى يقبل بأحدهما ، إما الدخول في الإسلام أو دفع الجزية وترك الحرية للرعية ، وبذلك يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم .

وبعض الفتوحات تكون بدخول الناس في دين الله ، فكثير من البلاد دخل أهلها في دين الله أفواجا بدون قتال ، وقد حصل هذا في اقريقيا وفي شرق آسيا .

وأما أن المسلمين كانوا ينشرون الإسلام بحد السيف فهذا غير صحيح لأن الإكراه على الدين لا يجوز كما قال الله تعالى : لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ {البقرة: 256 } وقال تعالى : فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ {الكهف: 29 } ولكن المسلمين يدعون إلى دينهم ويبينون محاسنه, فمن رضي به دخل فيه, ومن لم يرض به دفع الجزية وبقي السلطان للمسلمين. ولملاءمة الإسلام للفطرة دخل فيه كثير من شعوب العالم فوجدوا فيه الملاذ الآمن والعدل التام .

وفكرة انتشار الإسلام بحد السيف جاءت من أعداء الإسلام للطعن فيه ولتبرير احتلال بلاد المسلمين والتنكيل بأهلها ونهب خيراتهم وسلب حقوقهم ، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم : 39284 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني