الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لسورة النازعات سبب نزول

السؤال

أسباب نزول سورة النازعات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف فيما اطلعنا عليه من كتب التفسير وعلوم القرآن على ذكر سبب خاص لنزول سورة النازعات بكاملها، غير أن بعض العلماء ذكروا للآيات الأخيرة منها سببا، وهي قوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها إلخ السورة. قال ابن جرير الطبري رحمه الله: حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن إسماعيل عن طارق بن شهاب قال كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزال يذكر شأن الساعة حتى نزلت {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} إلى قوله {مَنْ يَخْشَاهَا} . وقال ابن عطية: (نزلت بسبب أن قريشاً كانت تلح في البحث عن وقت الساعة التي كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخبرهم بها ويتوعدهم بها ويكثر من ذلك ) اهـ.

وأخرج الحاكم في مستدركه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: لم يزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله عز وجل {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا، إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا } . قال الحاكم: هذا حديث لم يخرج في الصحيحين.

لكن ذكر الشيخ خالد المزيني في كتابه المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة قال: (وعندي - والله أعلم - أن الحديث المذكور ليس سببًا لنزول الآيات الكريمة لأن سياقه لا يوافق سياق الآية، وبيان ذلك أن الآية دلت على وجود سؤال بقوله: (يَسْأَلُونَكَ) بينما الحديث خلا من ذكر السؤال، وفي الحديث أنه كان لا يزال يذكر من شأن الساعة، بينما خلت الآية من بيان ذلك... والأمر المؤكد هو ما ذكره المفسرون من أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يُسأل عن الساعة لأن الله أخبرنا عن ذلك بقوله: (يَسْأَلُونَكَ) لكن قصة السؤال هنا لم يروها أحد من أصحاب الكتب التسعة التي يدور عليها نطاق البحث. وعلى كل فلا بأس بالاستئناس بما ذكر من أسباب نزول الآيات الأخيرة منها ولو لم يروه أصحاب تلك الكتب التسعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني