الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين النفاق والمجاملة

السؤال

أرجو من حضرتكم تبيـان الفرق بين المنافق والمجامل أو الفرق بين النفاق والمجاملة؟ وكيف أن الفرق يشبه ذلك الموجود بين الرشوة والهدية (على رأي أحدهم )؟ الرجاء من حضرتكم التوضيح قدر الإمكان ، وشكرا جزيلا على جهدكم الكبير في إنارة الطريق لمن يرغب في ذلك وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النفاق هو إظهار الإيمان والإسرار بالكفر، ومن النفاق النفاق الأصغر وهو النفاق العملي المذكور في حديث البخاري: آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان . وأما المجاملة فهي معاملة الناس بما يرضيهم ويحمد عندهم في العرف قال ابن منظور في لسان العرب: والمجاملة المعاملة بالجميل. انتهى. وقال محمد الأزهري الهروي في تهذيب اللغة: سلمة عن الفراء المحامل الذي يقدر على جوابك فيتركه إبقاء على مودتك، والمجامل الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويحقد عليك إلى وقت ما. اهـ

وقال محمد مرتضى الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس في مادة (ج م ل) بالجيم: "وَقَالَ الفَرّاءُ: المُجَامِلُ: الَّذِي لَا يَقْدِرُ علَى جَوابِكَ، فيترُكُه وَيَحْقِدُ عليكَ إِلَى وقتٍ مَا." انتهى.
ثم قال في مادة (ح م ل) بالحاء المهملة: "والمُحَامِلُ: الَّذِي يَقْدِرُ على جَوابِك فيَدَعُه إبْقَاء على مَودَّتِك. والمُجامِلُ بِالْجِيم، مَرَّ مَعْنَاهُ فِي مَوضِعه." انتهى.

والنفاق محرم بشطريه، وأما المجاملة فلا حرج فيها إلا إذا ترتبت عليها معصية كإقرار على معصية أو مشاركة فيها فتحرم حينئذ. وراجع في الفرق بين الهدية والرشوة وللمزيد فيما تقدم الفتاوى التالية أرقامها :5794 / 26897 / 8044 / 68464 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني