الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الرجل أن تكون فلانة من نصيبه

السؤال

سمعت منذ فترة ليست ببعيدة أن عمر رضي الله عنه كان يدعو الله عز وجل أن يموت شهيدا وفي المسجد النبوي فقالت له ابنته شهيدا وفي المسجد النبوي كيف ذلك، فقال لها هذا دعائي وأسأل الله الإجابة أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه، فهل هذا صحيح ؟ والذي أريده أيضا بأني أنا أحببت فتاة ولكن هناك ظروف قد تمنعني من أن أتزوج بها على سنة الله ورسوله وهي صاحبة دين وخلق، وعندما سمعت هذا القول من أحد المشائخ في التلفاز وهو قول عمر بدأت أسأل الله عز وجل وأدعوه في كل صلاة أن يجمعني بهذه الفتاة على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يجعلها لي في الآخرة سواء كانت لي في الدنيا أم لغيري وعاهدت نفسي حتى وإن تزوجت هي وأنا تزوجت فإني لن أترك هذا الدعاء إن شاء الله ما أحياني الله عز وجل، وأسأله دائما أن يجمعني بها على سنته صلى الله عليه وسلم حتى لو كان هذا في نهاية حياتي، فهل يحق لي هذا الدعاء ؟ وقد تمسكت بالدعاء خاصة بعدما سمعت قول عمر رضي الله عنه وأنا أعلم أن الله عز وجل على كل شيء قدير ؟أرجوا منكم الرد بأسرع وقت ممكن .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما دعاء عمر رضي الله عنه فقد رواه ابن سعد رحمه الله في الطبقات، وذكر له ألفاظا بروايات، ومنها قوله : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت أباها يقول: اللهم ارزقني قتلا في سبيلك ووفاة في بلد نبيك، قالت قلت وأنى ذلك ؟ قال إن الله يأتي بأمره أنى شاء، ولكن هذا الدعاء لا علاقة له بالمسألة التي تريد السؤال عنها، فإن دعاء عمر رضي الله عنه دعاء بأمر مشروع بل هو فضيلة عظيمة، وأما دعاء الرجل أن تكون فلانة غير المتزوجة من نصيبه فهو دعاء مباح، وأما الدعاء بأن تكون فلانة المتزوجة زوجة له فإن في هذا الدعاء اعتداء، ولا ينبغي للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء، لأنه يتضمن الدعاء بتفرق الزوجين وفساد ما بينهما من المودة وضياع الأولاد، وهذا كله مما لا ينبغي أن يدعو به المسلم، واعلم أخي الكريم أن الله تعالى إن لم ييسر لكما الزواج فإنه سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه ورحمته سيسهل لكل منكما ما يكون أنفع له وأفضل، والعبد لا يدري أين الخير، فدع الأمر لربك وسلم لقضائه وقدره، وما أدراك أن يكون الشر هو في زواجك بهذه المرأة التي تحبها، ولذا فنصيحتنا لك بما أنك لا تدري أين الخير أن تستخير من يعلم حالك ويعلم ما يصلحك وما يفسدك وتطلب منه أن ييسر لك ما فيه الخير، ودعاء الاستخارة هو ما ثبت في البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به ، قال : ويسمي جاجته ، وانظر الفتوى رقم : 75167 .

وأما في الجنة فإن لك فيها إن دخلتها ما يرضيك فلست بحاجة إلى زوجة غيرك .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني