الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية حساب من خلط بين عمل الخير والشر

السؤال

بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله, أما بعد...........
فضيلة الشيخ - أعزكم الله - أنا أحب الخير و أحاول أن أستزيد من أعمال الخير والبر ولا أدرى إن كانت هذه الأعمال خالصة لله رب العالمين أم لا . أسأل الله لي ولكم القبول, إلا أنني مع ذلك أفعل الشر والمنكر أحيانا بل إن الأمر يصل في بعض الأحيان إلى التلفظ بكلمات فيها شرك وكفر - أعاذنا الله وإياكم - ولكنى أحاول التوبة بعد ذلك سريعا والتطهر ونطق الشهادتين من جديد ......إلى آخره.
السؤال : هل سيجزيني الله رب العالمين على فعل الخير خيرا وعلى الشر سوءا , أم أن الأمور لها موازين لا أعلمها ؟
أسألكم الدعاء لي بالهداية والتثبيت فإني أحبكم في الله , وأسألكم الإفادة وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بالحرص على الخير.

واعلم أن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.

فمن تاب توبة صادقة تاب الله عليه وكفر ذنوبه وبدل حسنات، قال الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ {الأنفال:38}

وقال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 68-70}

وعليك بالحرص على الإخلاص في العمل فهو واجب ولا يقبل العمل إلا به، فقد قال الله تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ {الزمر: 1-2} وفي الحديث: إن الله لا يقبل الله من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه. رواه النسائي.

ويلزمك أن تحفظ لسانك من السوء ولاسيما التلفظ بألفاظ الشرك فهو خطير جدا لأنه يحبط ما سبق من العمل الصالح كما قال الله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ {الزُّمر:65}

ولأن الشخص لو جاءه الموت قبل التوبة يخلده الله في النار ولا يقبل منه أي عمل كما قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا {الفرقان:23}

فبادر إلى التوبة الصادقة واعزم على حمل نفسك على الاستقامة واحرص على صحبة الأخيار وملازمة بيئات الإيمان وتعلم دينك وابتعد عما يجرك للشرك والمعاصي، وأكثر سؤال أن يرزقك الهدى والاستقامة، واعلم أن التائب من أعمال الشر لا يجازى عليها إن قبلت توبته، ومن عمل الخير يجازى عليه إن قبل منه، ومن خلط بين عمل الخير والشر ولم يتب من عمل الشر يجازى عليهما إن لم تكفر حسناته سيئلته، فقد قال الله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة8-9)، ولكن أعمال الخير تكفر السيئات الصغائر، وأما الكبائر فلا بد لها من توبة، ومن لم يتب منها فهو في مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 70674، 36141، 46148، 66791، 27004، 3000، 69361.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني