الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بطاقات الائتمان التي يستلزم إصدارها الإقرار بالربا

السؤال

قامت الشركة التي أعمل بها بعمل حسابات في بنك الاتش اس بي سي ..لكي يتم تحويل المرتبات عليه والقبض عن طريق ماكينات الايه تي ام ..أو الصرف الآلي ...طبعا جاءنا مندوب البنك ليشرح لنا الخدمات الموجودة وقال لنا إن البنك يوفر ثلاث بطاقات ..بطاقات ايه تي ام العادية وبطاقة الفيزا كارد المعروفة التي يتم فيها السحب من البنك وإذا حل عليك وقت الدفع ولم تدفع في المدة المقررة للدفع فيحسب عليك فائدة ربوية ..وطبعا علمت من الفتاوى التي قرأتها أنها غير شرعية ووجود الشرط الربوي يفسد العقد وطبعا أنا عامة لا أحب التعامل مع تلك البنوك الربوية ولكن شركتنا ستدفع الرواتب عن طريق هذا البنك ...ولكن السؤال بالنسبة لي عن البطاقة الثالثة وهم يسمونها بطاقة الانسيت كارد وهي مخصصة للشراء من على الانترنت فقط وتفصيلها كالآتي:
- هي بطاقة مخصصة للشراء من على الانترنت وهي محددة القيمة نقول مثلا ممكن أن تكون ب 500جنيه
طبعا أنا أريد أن أشتري بعض السلع مثل الكتب أو البرامج أو الملابس ...الخ من الانترنت لكن سألت الموظف هل إذا اشتريت أكثر من مبلغ السلعة المطلوبة هل تتم العملية والبنك يقرضني مثلا ويحسب علي فائدة ...فقال لي إذا كان حجم الرصيد لا يكفي ثمن السلعة وحددت في إجراءات طلب البطاقة أن قيمة المشتريات تبلغ 20% وليس قيمة 100% فان البنك سيجري العملية وطبعا ستسدد بعد ذلك قيمة السلعة وسيفرض عليك البنك غرامة 5% تأخير...أما إذا عملت قيمة الشراء 100% أي سددت ثمن السلعة بالكامل فلا شيء عليك . طبعا البنك يأخذ ثمن إجراءات استخراج البطاقة التى تدفع في البداية ...فقلت له أنا لا أريد شيئا من البنك ولا أريد البنك أن يدفع لي أي مبالغ إضافية ولا أريده أن يتم العملية إذا كان الرصيد لا يكفي ..فقال لي حدد قيمة المشتريات ب 100% وانتهى الأمر وعندما شرعت في اجراءات استخراج البطاقة وكتابة بيانات استخراجها كتبت قيمة المشتريات 100% ولكن بعد فترة قال لي الموظف المختص بتخليص إجراءات البطاقة وهو موظف لدينا أنا البنك بعث له إقرارا يجب أن أوقعه وأتعهد فيه بأن أدفع أي مبلغ مدين به أو مستحق علي للبنك ..فاستغربت من هذا الأقرار وقلت له كيف سأتعهد بدفع مبلغ مدين علي للبنك وأنا لم أقترض اي مبلغ من البنك وقد كتبت قيمة المشتريات 100% أي يخصم القيمة كاملة من حسابي فإذا لم يجد البنك الرصيد غير كاف فلا يجر العملية ..فقلت له اتصل بهم واستفسر منهم أكثر فاتصل وردوا عليه أن البنك يحتاج أن يضمن حقه بكلام مكتوب وليس بالكلام وعلمت أيضا أن البنك سيجري العملية أي عملية الشراء حتى لو أني كاتب أن قيمة المشترات 100% ..أي أنه إذا كانت قيمة السلعة التي اشتريها أكثر قليلا من الرصيد الموجود فإن البنك يضيف مبلغا إضافيا من عنده مثلا 200جنيه إضافية لكي تتم العملية ولكن نفترض أن مبلغ السلعة أكثر من الرصيد الموجود بالزيادة التي وضعها البنك ..فالذي يحدث أن البنك يجري عملية الشراء ويكمل الباقي من عنده يعني لو قلنا الرصيد 500 جنيه وسعر السلعة 1000 فان البنك يخصم 500 مضافا إليها 200الخاصة به ثم يكمل الباقي من عنده وهو 300 ويجري عملية الشراء أو تحويل النقود وأيضا يقوم بخصم 20جنيه إضافية نظير أنه دفع مبلغا إضافيا من عنده فوق ال200 جنيه وال 300 جنيه التي أقرضها لي ليتم العملية ..وطبعا هذا سبب وجود مثل هذا الإقرار لأنهم قالوا إن البنك لا يستطيع أن يلغي عملية الشراء بل لا بد من إجراء العملية ..وطبعا يظهر من العملية أن البنك عندما يضيف مبلغا من عنده يفرض علي 20جنيه نظير هذا الإقراض....فقلت لهم وماذا إذا لم أدفع تلك القيمة المضافة فقالوا لي إن البنك الاتش اس بي سي سيقوم بتحصيل المال من البنك المركزي وقلت وهل سيترتب علي أي غرامة أو فائدة فقالوا سيكون لك مستقبلا سجل غير مناسب إذا أردت استخراج أي بطاقة أخرى أو أخذ قرض مثلا فممكن أن يمنعوك من تلك التسهيلات لأنك مدين بمال للبنك..فالحقيقة لم أسترح من هذا الكلام وأحسست أنها معاملة مشبوهة ولكن ملتفة...فهل أنا مصيب في تفكيري هذا ..أم أوقع على هذا الإقرار ولا شيء مخالف شرعا في استخراج مثل هذه البطاقة حتى لو أني سددت قيمة المشتريات 100% من حسابي ...أرجو من سيادتكم الإفادة بإجابة محددة شافية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أنه لا يجوز للمسلم التعامل مع البنك الربوي مطلقا، يعني في جميع معاملاته المباحة فضلا عن المحرمة لأن في التعامل معه في المباح إعانة له على الاستمرار وتشجيعا له، ولو أن المتعاملين هجروا هذه البنوك لبارت تجارتها وكسدت بضاعتها.

لكن إن احتاج المسلم إلى معاملة مباحة ولم يجد سوى بنك ربوي فنرجو أن لا يكون في ذلك بأس.

وأما مسألة الفيزا كارد وأمثالها، فهذه البطاقات حقيقتها أنها قرض من البنك لمن لم يكن في رصيده المبلغ الكامل لمشترياته، فتجري عليه أحكام القرض، ومن المعروف أن البنك الربوي لا يقرض إلا بفائدة، وفي أحسن أحواله يفرض فائدة على من يتأخر عن السداد في الوقت المحدد، وبالتالي يحرم استصدار هذه البطاقات ولو كان من نية العميل أن يسدد قبل انتهاء المدة لما في هذا من الإقرار بالربا والدخول في العقود المحرمة شرعا.

وعليه، فإنه لا يجوز لك استصدار البطاقة المذكورة لوجود الشرط المحرم فيها.

وراجع قرار مجمع الفقه الإسلامي في بطاقات الائتمان في الفتوى رقم: 6275.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني