الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس لك سوى قيمة الأسهم

السؤال

كتبت لكم سابقا هذا السؤال (2123190) وأحلتموني على إجابات أخرى، ولكني أريد من فضلكم إجابتي بالتدقيق وسأفسر بالتحديد مقادير الأسهم المشتراة والأرباح والرجاء إعانتي، ورثت عن والدي رحمه الله 3000 سهم في مؤسسة بنكية تتعامل بالربا، قيمة السهم حاليا 10دنانير، مع العلم بأن والدي اشترى السهم بـ 20 دينارا (أي خسارة 10 دنانير في السهم)، وفي الآونة الأخيرة دفعوا لي أرباح بـ 1800 دينار، إذاً مقدار شراء أسهمي من طرف والدي 60000دينار والآن مقدار أسهمي بـ30000 دينار مع الأرباح1800 دينار تساوي 31800 دينار، السؤال هو: هل 31800 دينار كلها حلال حسب إجابتكم السابقة أم 30000 دينار فقط بدون أرباح (لأني لم أتحصل على رأس مالي بعد)، ستعطينا هذه المؤسسة أسهما مجانية فما حكمها، وإذا لم تصل بعد مقدار الأسهم رأس المال الأصلي فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن المتعامل بالربا محارب لله، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ {البقرة:278-279}.

فكان الواجب عليك بعد ما آل المال إليك أن تبادر إلى التخلص من أسهم تلك المؤسسة التي ذكرت أنها تتعامل بالربا، وبما أنك ذكرت أن قيمة الأسهم التي ورثتها من أبيك هي (30000 دينار)، فهذا المبلغ هو الذي لك الحق فيه فقط.

وأما ما زاد عليه فهو ربح حاصل من عمليات ربوية، فليس لك الحق فيه إذاً، وليس لك أن تستعيض به عن النزول الذي حصل في قيمة الأسهم، وإنما عليك أن تتخلص منه في شيء من أوجه الخير والبر، ولك أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 29568.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني