الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدم العائد بعد يومين من الطهر لمدة ثلاثة وعشرين يوماً

السؤال

جائتني الدورة الشهرية في وقتها المعتاد ثم انقطعت عني يومين فاغتسلت وصليت ثم عادت إلي بعد يومين ونصف واستمرت ثلاثة وعشرين يوما وميزتها أنها حيض من الآلام والرائحة واللون بعدها خضعت لعملية تنظيفات في الرحم والآن ينزل علي دم يشبه دم الحيض والنفاس ولكنني قرأت على موقعكم أنه لا يعتبر دم حيض وإنما دم فساد فما الفرق، وهل أغتسل وأصلي وأتوضأ لكل صلاة، فأفيدوني؟ جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدم الأول الذي جاءك في موعد الدورة الشهرية هو دم حيض، وأما الدم الذي عاد إليك بعد يومين من الطهر واستمر ثلاثة وعشرين يوماً فليس بدم حيض بل هو دم فساد، لأنه لا يصح إلحاقه بالدم الأول، لأن المجموع يكون أكثر من خمسة عشر يوماً، ولا يصح أن يجعل حيضاً جديداً لأنه لم يفصل بينه وبين الدم الأول أقل من مدة الطهر وهي خمسة عشر يوماً، إلا إذا ميزت دم أيام منه على أنه حيض قبل مرور خمسة عشر يوماً فتلحق بالدم الأول عملاً بالتمييز الذي ذهب إليه طائفة من أهل العلم، وأما إذا كان الدم العائد لمدة ثلاثة وعشرين يوماً على صفة واحدة بحيث لم تميز دم الحيض من غيره فيكون كله دم فساد.

وأما الفرق بين دم الحيض ودم الفساد فهو أن دم الحيض يمنع المرأة من الصلاة والصوم وقراءة القرآن ومس المصحف والطواف بالبيت والمكث في المسجد والوطء. وأما دم الفساد وهو ما يسمى بالاستحاضة، فلا يمنع من ذلك كله، بل على المرأة أن تغتسل عند نهاية الحيض وتصلي وتصوم وتفعل ما تفعله الطاهرات؛ إلا أنه يجب عليها أن تتطهر وتتوضأ لكل صلاة, وتبادر بها بعد الوضوء ولا تؤخرها إلا لما هو من مصلحة الصلاة كانتظار الجماعة مثلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني