الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سر استعجال سليمان لإحضار عرش بلقيس بسرعة

السؤال

بِسم الله الرحمن الرحيم ( ... فقال أَحَطتُ بِما لم تُحِط بِهِ وجِئتُكَ مِن سَبَإِ بِنَبإ يَقينٍ * إني وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وأُتيت مِن كُل شَيء ولها عَرشٌ عَظيمٌ ... ) النمل 22-23 ( قال يا أيُها الملأ أَيُكُم يَأَتيني بِعرشِها قَبل أَن يأَتوني مُسلِمين ) النمل 38 ( ... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيكَ بِهِ قَبل أَن يرتدَّ إلَيكَ طَرفُكَ ... )
لما طلب سَيدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام، تخَير الأسرع في إحضار العرش علما أن بِلقيس ملِكة سبأ ستأتي مِن اليمن وهو بالشام، وتستغرِق رِحلة المِلوك في الطريق لثِقَل أحمالِهِم شِهورا، فما العجلةِ إذن ؟ هل سيظل العرش عِندهُ طوال فِترة الشِهور التي ستستغرِقُها ملِكة سبأ حتى تصل إلَيهِ ؟ وما هي الحِكمة مِن ذلِك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

فقد ذكر أهل التفسير أن من حِكم استعجال سليمان عليه السلام لإحضار العرش بهذه السرعة، هو إظهار عظمة الله تعالى وقدرته، وما وهب له من الملك والنبوة، وما سخر له من الإمكانات مما لم يعطه أحدا قبله ولا بعده ... وليتخذ ذلك حجة له ، فكلما كان الأمر أسرع كان ذلك أبهر للنفوس وأقهر لعقول المنكرين.

وقال بعضهم: كان طلبه بإحضار عرشها عندما كانت على بعد فرسخ منه، وعلى ذلك تكون الحكمة من طلب السرعة واضحة، فقد ذكر صاحب زاد المسير وصاحب روح المعاني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان سليمان مهيبا لا يبتدأ بشيء حتى يسأل عنه، فجلس يوما على سرير ملكه فرأى وهجا قريبا منه فقال: ما هذا ؟ قالوا: بلقيس قد نزلت بهذا المكان، وكان قدر فرسخ ، وقد كان بلغه أنها احتاطت على عرشها قبل خروجها، فقال: أيكم يأتيني بعرشها ...............

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني