الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطبيبة إذا قصرت ثم مات الجنين بسبب آخر محتمل

السؤال

جزاكم الله خيرا عما تبذلونه من جهد لدي سؤال يؤرقني جدا : أنا طبيبة نساء وولادة أعمل منذ سنة مضت حدثت حادثة في أحد المناوبات أرجو أن تفتوني فيها ذلك بأن طفلا توفي بعد ساعات من ولادته نتيجة لنقص الأكسجين عند الولادة وعندما ولد لم يبد أى علامة من علامات الحياة وثم إنعاشه بقي لساعات ثم توفي أريد أن أوضح أن الولادة مؤلفة من مرحلتين الأولى منذ بداية الآلام المخاض وحتى اتساع عنق الرحم كلية والثانية هي نزول الطفل عبر قناة الولادة للخارج عند دخول المريضة لصالة الولادة أنا كنت من فحصها ولاحظت أن نبض الجنين أقل من الطبيعى فأردت أن أخبر الطبيبة الأخصائية ولكن بينما أنا أفحص عنق الرحم لأحدد اتساعه استمعت طبيبة زميلة لي إلى نبضه وقالت إنه جيد فعاودت الاستماع فوجدته فعلا ممتازا وقلت حسنا سوف أتابعه وفعلا تابعته أنا والطبيبات في الصالة على فترات وكان طبيعيا إلى أن دخلت المريضة في المرحلة الثانية للولادة ولم أكن أنا المسؤولة عنها في هذه المرحلة المهم بدأ نبض الجنين بالهبوط وتم استدعاء الإخصائية وفي هذه الأثناء حدث سقوط للحبل السرى قبل ولادة الطفل وهذه تعتبر حالة طارئة يجب معها إنقاذه بعملية قيصرية وفعلا عملت في أسرع وقت ممكن واكتشفت خلال العملية أن الحبل السرى أيضا كان معقودا وهي حالة قد تحدث ويصعب تشخيصها خلال الحمل وقد تؤدى لنقص الأكسجين على الطفل فى المرحلة الثانية للولادة نتيجة للشد عليه المهم أن الطفل توفي وليس معروفا بالضبط هل كان ذلك نتيجة للسقوط المفاجىء للحبل السرى أم للعقدة فيه أو كليهما مشكلتي أننى أشعر بالذنب لأني لم أعمل تخطيطا لنبض الجنين في المرحلة الأولى للولادة وهو يتم بجهاز(نستخدمه للحالات التى نشك فى نبض الطفل) لأنه ربما يكون هناك انخفاض في النبض على فترات لم نستطع أن نلحظها في الاستماع على فترات متقطعة وربما أمكن نتيجة لذلك إجراء عملية مستعجلة مبكرة لإنقاذه أشعر بتأنيب ضمير فظيع ولا أدري ما أعمل هل أنا أعتبر مشتركة في قتله ؟ وهل على كفارة ؟
أرجوكم ساعدوني جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من سؤالك هو أنك اكتشفت ضعفا في نبض الجنين، وكان عليك أن تقومي بعمل تخطيط لنبض الجنين ولم تفعلي؛ لأنك رأيت نبضه بعد ذلك طبيعيا مع أن المطلوب منك أيضا في هذه الحالة عمل تخطيط لأن ضعف النبض قد يعود ولا تمكن ملاحظته عبر جهاز الاستماع لنبضه، وما دام الأمر كذلك فإنك قد قصرت في العمل المناط بك، وعليك أن تستغفري الله وتتوبي إليه وتعزمي على عدم العود إلى مثله، لأن توقفك عن القيام بما يلزمك محرم ، إلا أن تقصيرك هذا لا يعد قتلا للجنين ولا يستوجب منك كفارة؛ لأن موته قد يكون بسبب تقصيرك وقد يكون بالسبب الآخر الذي ذكرته وهو عقد الحبل السري، وما دام السبب مظنونا فلا يلزمك ما يلزم القاتل أو المشارك له لأن الأصل براءة الذمة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني