الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القسمة إذا حصلت بالتراضي صحيحة ماضية

السؤال

أرجو أن يتسع صدركم وتفيدوني عن حكم الدين في هذه المسألة عن الميراث نحن 7 أخوة ذكور من أب واحد وأم واحدة وأنا أصغر الإخوة وعمري الآن 35 سنة وأخي الأكبر عمره 52 سنة تقريبا ووالدي كان يعمل بالزراعة وكان يملك تقريبا فدان أرض وحرم أخي الأكبر من التعليم لمساعدة والدي ثم ذهب أخي الثاني إلى كتاب القرية ولكنه لم يكمل أيضا وكذلك أخي الثالث وجاء أخي الرابع فأتم دراسته وتخرج من كلية التجارة وتعين مأمور ضرائب ثم أخي الخامس تخرج من كلية الحقوق وعمل بالمحاماة وأخي السادس لم يتم تعليمه وخرج مبكرا برغبته وأخيرا أنا تخرجت مهندسا وتوفي والدي في سنة 1996 وكنا جميعا نسكن في بيت واحد وتزوج أخي الأكبر ثم ذهب للعمل بإحدى الدول العربية وذهب أخي الثاني إلى إحدى الدول العربية أولا ثم تزوج بعد ذلك . المهم أننا كنا جميعا متعاونين ولم يترك أحد بدون عمل فكان من يشب ويقدر على العمل لا يقصر كعادة بلاد الصعيد الريفية حتى أن أخي بعد تخرجه من الجامعة ذهب أيضا للعمل بالخارج وأنا كذلك شاركت منذ الصغر في الزرع مع إخوتي حتى أنني في الثانوية العامة وجدت نفسي في البيت لوحدي مسؤولا عن مصالح البيت والزرع حيث كان والدي قد كبر في السن ولا يعمل إلا القليل مما أثر بعض الشيء على دراستي وللحقيقة أن إخوتي جميعا لم يقصروا معنا نحن المتعلمين من مال أو ملبس أو كل ما نحتاجة وزادت أرضنا وأصبح معنا قرابة أربعة أفدنة بالبلد ومزرعة قرابة 25 فدان في الصحراء واشترينا عمارة مكونة من خمسة أدوار والحمد لله كانت قلوبنا على بعض ولا زالت فكان منا الذى يعمل بالخارج يأتى بكل ما لديه ويصب في البيت والموجود في البيت يرعى مصالح البيت والدخل كله في البيت وكذلك كان يرعى أسرة إخوته تماما كما يرعى أسرته وحتى بعد وفاة والدي استمررنا على هذا الحال لفترة حوالى 7سنين ثم بدأت تدب الخلافات مع أخي الأكبر وقرر أن يأخذ ميراثه ويعزل منا ولكن فجر مفاجأة لم يذكرها أحد قبل ذلك وهي أن المتعلمين ليس لهم نصيب في العمارة ويأخذها الآخرون نظير مرتبات المتعلمين ومع الضغط ونتيجة الحب المتبادل تركنا له ربع العمارة على الرغم من أن إخوتي الآخرين غير المتعلمين استكثروا ذلك ولكنهم لم يرفضوا مبدأ الزيادة وطالبوا بزيادة أقل من ذلك وهي زيادة فدان في أرض الجبل ثم قسمنا كل شيء على هذا الأساس ثم بعد فترة رجعوا وألغوا الزيادة ولكن تم خصم زيادة نصيب أخي الأكبر من الثلاثة المتعلمين فقط وبعد مدة من عزل أخي الأكبر قمنا بتقسيم كل شيء كما تم الاتفاق عليه وكل واحد أصبح على حاله وكنت أنا الآن لم أتزوج وساهم إخوتي جميعا في زواجي حتى أخي الأكبر الذي عزل منا منذ فترة وقمت بعد ذلك بترك نصيبي المتبقي من العمارة إلى إخوتي الأربعة غير المتعلمين رغبة مني لا ضغطا من أحد حتى تستمر العلاقة بيني وبين إخوتي على أحسن حال ولأني أحسست أنهم ما زالوا غير راضين وانتهى الأمر على ذلك ولكن إلى الآن أحس أن إخوتي غير راضين ويقولون بالتصريح أو التلميح أنهم ضيعوا شبابهم وهم الذين عملوا كل شيء لدرجة أنى شككت أن أكون قد أخذت ما ليس لى بحق مع أنني شاركت معهم في العمل من قبل دخولي المدرسة وكنت أعمل في أرضنا حتى أثناء الدراسة . طبعا لم أدر دخلا مثلهم ولكني لم أقصر ثم إنه لم يطلب أحد منهم أن يستقل بنفسه ويترك إخوته ووالديه وأحد منعه ولم يأت أحد منهم بمال وقال هذا لي خاصة ولم تظهر أي تفرقة إلا عندما أراد أخي الأكبر أن يستقل ببيته وأسرته ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا هل أخذت ما ليس لي بحق، وما حقي الشرعي .جزاكم الله خيرا وأعتذر جدا على الإطالة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمتم قد قسمتم كل شيء وتم الاتفاق على ذلك برضاكم جميعا وفي حال أهليتكم للتصرف فإن هذه القسمة ماضية وصحيحة شرعا لأنها حصلت بالتراضي والاتفاق ولو كان حصل فيها غبن أو ما أشبه ذلك، وقد سبق بيان أنواع القسمة في الفتاوى التالية أرقامها فنرجو أن تطلع عليها : 46380 ، 48772، 51921 ، 63445 ، 63459 ، 66593 ، 68291 .

ولذلك فالظاهر أن ما حصلت عليه من هذه القسمة هو حقك الشرعي، وقد أحسنت عندما تنازلت لصالح إخوانك عن نصيبك من العمارة، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على صلة إخوانك وإصلاح ما بينهم وإزالة كل ما يؤدي إلى فساد ذات البين، فقد قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ {الأنفال: 1}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة . رواه أبو داود والترمذي وغيرهما .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني