الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر الزوج للترفيه عن نفسه دون زوجته وأولاده

السؤال

ما الحكم في سفر الزوج للترفيه عن نفسه من خنقة الأطفال كما يقول وأمهم والعمل مع أصحابه وترك الزوجة والأطفال في البيت أو عند بيت أهلها مع العلم أن عليه التزامات وديون والله يعلم بالحال، وهل حرام على الزوجة الغضب منه وعدم مكالمته طول فترة السفر مع العلم بأن الزوجة والأطفال في انتظار الإجازة بفارغ الصبر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد في الخبر أن سلمان الفارسي قال لأبي الدرداء رضي الله عنهما: إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: صدق سلمان، صدق سلمان. رواه البخاري.

فهذا الأثر يفيد أن على المرء أن يوازن بين الحقوق المترتبة عليه، وأن من هذه الحقوق ما هو لربه وما هو لنفسه أو لأهله.

وبناء عليه، فإذا كان الزوج يشعر بخنقة الأطفال وأمهم لكثرة مكثه معهم، فلا بأس بأن يقضي بعض الوقت خارج البيت مع أصدقائه أو غيرهم للترفيه عن نفسه بما هو مباح شرعا، ولكن بشرط أن لا يطول ذلك حتى تتضرر منه الزوجة والأولاد.

ولتعلم الزوجة أن من أعظم الأعمال التي تقربها من الله والفوز برضوانه هو طاعتها لزوجها. فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما أمرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. أخرجه الترمذي وحسنه. وقال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. أخرجه الترمذي بإسناد حسن.

ولا شك أن غضب الزوجة وعدم مكالمتها لزوجها يتنافيان مع ما هي مأمورة به من إرضائه ما لم يكن لفعلها هذا موجب شرعي لتفريط للزوج بما هو واجب عليه من حقوق الزوجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني