الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتذار لأهل الزوج حل للمشكلة ورضا للزوج

السؤال

تزوجت منذ3سنوات من أحد أقاربي زواجا عائليا بلا تعقيد أو تكاليف، واتفقنا على التفاصيل المادية كيفما حددها ولم نطالبه بها، وهو للحق رجل كريم وحنون ومحترم وكان في بداية الالتزام مما أجهدني قليلا، علما بأني تزوجت في خارج بلدي بسبب ظروف عملي ولقد شرطنا أن صحة عقد زواجي منه مبنية على أساس أن أسكن في القاهرة حيث إني لا أستطيع أن أعيش في الأرياف، وقد وافق ولكن عند عودتي أنا وزوجي من الخارج ومحاولتنا تأسيس منزل متواضع للغاية، قام أهل زوجي بشن الغارات علي رافضين لمبدأ السكن الذي بني عليه عقد زواجي بل إلى رفضي شخصيا ومحاولة قول كلام سيئ عني بتهم مثل الكبر والغرور وأني أريد سرقة أموال ابنهم (علما بأن ما أمتلكه من عطايا أبي لي يفوق مدخراته بكثير ) وصبرت ثم بدؤوا بمحاولة القول أني لا أحترم أحدا بمساعده أحد قريباتهم و ذكر أن قريبتهم الأخرى أفضل وياليته تزوجها وللحق هو لم ينتبه لكلامه في هذه النقطة، ولقد صبرت على أذاهم النفسي وشتمي أنا وأهلي ومعايرتنا بالتزامنا حتى أصروا إن لم أعتذر ذات ليلة عن غلقي لباب الغرفة بقوة في وجه أبيهم وهذا لم يحدث وقامت قريبتهم بمكالمة زوجي على المحمول وإخباره برواية كاذبة وظللت أقسم له أنه لم يحدث وطلبت منه أن يسأل والده فرفض وأصر أن أعتذر لأبيه وأخواته البنات ورفض أن يسمعني فطلبت منه أن يوصلني بيت أبي فقال إما أن أنتظر في جو من المشاحنات والإهانه للصباح أو أكلمهم ليحضروا ويأخذوني فظللت أستحلفه أن يسأل والده إن كنت قد فعلت فرفض وبدأت ففقدت أعصابي حيث إني قد جلست عندهم في هذه الزيارة لمدة أسبوع كامل أغلبه إهانة فحادثت أخي ولم أستطع انتظاره حيث أنني تملكني رغبة بموتهم جميعا فخشيت على نفسي من شيطاني فخرجت إلى الشارع أجري حاملة ابنتي ذات العام ونصف بعد الساعة الثانية مساء ناسية غطاء وجهي حافية القدم ولم يلحق بي زوجي بل أخوه لحق بي من نفسه وطلب مني أن أعود إلى المنزل وهاتف أخي وأخبره أن يعود إلى القاهرة وبت في بيت أخيه وعندما حادثته في الصباح ليأتي لنتحدث في المشكلة رفض وقال اذهبي لأهلك ولا كلام لك عندي فاستلفت ثمن المواصلات وذهبت إلى بيت أهلي في القاهرة ثم بالأمس ذهب أبي لبيت حماي مع عمي (علما حماي هو عم والدي) حتى لا تقطع الأرحام، فقال زوجي الموضوع سهل تعتذر لبابا فقط لأنه رجل كبير ولن يقبل بغير هذا مع إقراره بأني لم أخطئ بينما لا يرى حماي غير أن زواجه شؤم رغم أن الخير المادي لم يأت لابنه إلا عندما تزوجني فرزق بعمل 4 أضعاف راتبه، وانتهى الموقف على أن قال لي أبي إما أن أذهب إليهم لأعتذر وأصبرعلى هذه الإهانات بلا ردود أو أطلق، ومطلوب مني الرد اليوم وأنا لا أعلم ماذا أفعل حيث زوجي سيسافر خلال 10 أيام هل أذهب أم لا أفيدوني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله عز وجل: ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. {فصِّلت:34،35} ، وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن قرابته الذين يصلهم ويقطعونه ، ويحسن إليهم ويسيؤون إليه، ويحلم عليهم ويجهلون عليه، قال له : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار.

فلا بأس أن تذهبي إلى أهل زوجك وتعتذري لهم، وهذه هي نصيحتنا لك مادام في ذلك حل للمشكلة وفيه رضى للزوج ولو كانوا على خطأ ، فهم قرابتك على كل حال.

وذلك من الدفع بالتي هي أحسن، ولعل الله أن يبدل العدواة بينك وبينهم إلى مودة وموالاة، وما يلقاها إلا الذين صبروا .

وينبغي أن تكون العلاقة بينك وبين زوجك أكبر من هذا، بحيث لا تعصف بها مواقف كهذه، فتقوية هذه العلاقة وترسيخها، والاهتمام بكسب محبة الزوج وثقته يقضي على كثير من المشاكل، ولن يحصل ذلك دون ثمن تقدمينه من طاعة للزوج وإخلاص له وصدق معه ونحو ذلك.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني