الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقطع التتابع المرض والردة والأكل جهلا بعد الفجر

السؤال

كنت أصوم كفارة القتل الخطأ(شهرين متتابعين) وحدث مني ثلاثة أشياء أريد أن أتأكد هل هي من الأمور المبطلة للصيام وتخلف التعاقب في الصيام ويتطلب معها إعادة صيام الشهرين من جديد؟1- حدث أن أصبت بحمي شديدة وقعدت في المستشفي لمدة يومين وأكملت العلاج في المنزل لمدة 3 أيام ثم أكملت الصيام.2-أثناء مشادة بيني وبين أحد المسلمين غضبت وخرجت عن شعوري وقمت بسب الدين له( النية لم تكن سب للدين) في نهار اليوم أثناء الصيام وأكملت صيامي.3- قمت في أحد الأيام لأتسحر ولكن حدث أن المنبه حدث به خلل وتأخر ساعة عن الموعد الصحيح أي أنه أيقظني الساعة الرابعه والنصف صباحا بينما هي في الحقيقة الساعة 5 والنصف فقمت بالسحور وأثناء ذلك سمعت الأذان فظننت أنه الأذان الأول الممهد لإقامة الأذان الثاني فأكملت السحور وبعد ذلك حدث أن اكتشفت أن هناك خللا في المنبه وأني قد أكلت بعد الفجر وأنا لا أعلم. فهل هذا يبطل الصيام وهل يجب علي أن أعيد الصيام من الأول مرة أخرى. وإذا كان أي من السابق يبطل الصيام أرجو تحديد السبب المبطل للصيام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمرض لا يقطع وجوب تتابع صيام الكفارة على الصحيح من أقوال العلماء كما بيناه في الفتوى رقم : 39181 .

وأما الردة أثناء الصوم فمبطلة له وللتتابع فيه، وعليه فإن كنت تلفظت بسب الدين وأنت تدرك ما تقول فقد وقعت في المحظور، وعليك أن تجدد إيمانك وتعيد صيام الشهرين من جديد لأن شرطه التتابع، وقد اتفق العلماء على أن من أفطر متعمدا بطل تتابعه كما في المغني لابن قدامة الحنبلي، وعليك أن تتوب وتندم على ما فات وتعزم على عدم العودة إلى ما صنعت مرة أخرى ، وأما إن كانت الكلمة خرجت منك بدون قصد فلا شيء عليك؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وليس في وسعك منع التلفظ بالكلمة وأنت لا تدرك ما تقول .

وأما الأكل بعد طلوع الفجر جهلا بأنه قد طلع فقد اختلف فيه الفقهاء هل يصح الصوم أم لا فعلى القول بصحة صومه وهو الراجح عندنا فلا ينقطع التتابع ويحسب اليوم من الشهرين، وأما على القول بأنه لا يصح فصرح بعضهم ومنهم الإمام مالك بأنه لا يقطع التتابع أيضا ولكنه لا يحسب من الشهرين وعليه قضاء يوم عند نهاية الشهرين متصلا بهما ، قال القرافي في الفروق : فإن مالكا رحمه الله تعالى قال في المدونة: إذا أكل في صوم الظهار أو القتل أو النذر المتتابع ناسيا أو مجتهدا أو مكرها أو وطئ نهارا غير المظاهر منها ناسيا قضى يوما متصلا بصومه فإن لم يفعل ابتدأ الصوم من أوله . اهـ .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني