الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتيمم إذا كان استعمال الماء يزيد من مرضه

السؤال

هل يجوز التيمم في هذه الحالة
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل ونسألك الدعاء
أنا شاب عمري 23 سنة وعندي مرض الربو وحساسية شديدة عافانا الله وإياكم وجميع المسلمين. والحمد لله أنا محافظ على الصلوات في وقتها .إلا أني لست متزوجا وأقوم لصلاة الفجر و في بعض الأحيان أكون مستحلما و أنا لا أستطيع الاغتسال لأنه قد يتسبب في هلاكي فأتيمم و أذهب للصلاة . كما انه في وقت البرد الشديد لا أستطيع الذهاب إلى المسجد في الصبح بسبب البرد.
- و هل التيمم وحده يكفي للصلاة دون الاغتسال في حالة الضرورة علما أني أستطيع الوضوء.
- و هل يجوز الصلاة في المنزل إذا خفت على نفسي المرض.
و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا أردت الصلاة وأنت جنب فالواجب عليك الاغتسال بالماء إذا قدرت عليه ولو عن طريق تسخين الماء والاغتسال في مكان دافئ والمكث في مكان الاغتسال حتى جفاف البدن.

فإن عجزت عن ذلك وتحققت من كون استعمال المال سيترتب عليه حصول مرض أو زيادته أو تأخر شفاء فيرخص لك حينئذ في التيمم لقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً...الآية.

ويكفيك في هذه الحالة التيمم، لكن من استطاع أن يغسل بعض جسده هل يلزمه غسله ويتيمم للباقي أم يكفيه التيمم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى: مذهب الشافعي وأحمد أنه يغسل ما يمكن ويتيمم للباقي، ومذهب أبي حنيفة ومالك إن غسل الأكثر لم يتيمم، وإن لم يمكن إلا غسل الأقل تيمم ولا غسل عليها. اهـ.

وأداء الصلاة جماعة في المسجد واجب في حق الرجل المستطيع على الراجح من أقوال أهل العلم.

لكن من لديه عذر مبيح للتخلف من مرض يشق معه المشي فلا حرج عليه في الصلاة في بيته، والأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة سبق بيانها في الفتوى رقم: 60743.

وعليه، فإذا كان سعيك للمسجد سيترتب عليه مرض محقق أو مظنون فصل في بيتك ولا حرج عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني