الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلام أهل العلم يعين على فهم القرآن والسنة

السؤال

كنت أحاور شخصا وأحاول أن أقنعه بأن يثق في العلماء فهو يقول أنه لا يسمع لعالم وأنه إذا احتاج إلى شيء ينظر في القرآن أو كتب السنة مع أنه ليس طالب علم ولا يستطيع فهم كل شيء وكذلك يطعن بكل السلفيين ويقول بأنهم يدوسون على المرأة ولا يعطونها أي قيمة وما شابه ذلك من كلام الحاقدين على الإسلام.
ولكن المصيبة الكبرى عندما حاولت إقناعه بالكف عن التردد إلى موقع على الانترنت أظنه مسيحي يطعن بالإسلام وبرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يقتنع بذلك أيضا وحاول إقناعي بأنه ليس من الممكن أن تقنع شخصا ما نصرانيا كان أم يهوديا بأن دينه خطأ وأن الإسلام فقط هو الدين الصحيح وأطلنا بالحوار ولم يتراجع عن أي من معتقداته, فأرجو أن تفيدوني في أمرين:
1. كيف أتعامل مع هذا الشخص وأمثاله وما هو حكمه في الإسلام مع العلم بأنه يصلي وعلى علمي هو من عائلة ملتزمة؟
2. عندما أنهيت الاتصال كان صديقي بجانبي فقلت له إن هذا الشخص على خطر عظيم وأنه على حافة الكفر, فما حكم كلامي هذا هل يجوز؟ وهل يعتبر غيبة؟ فإني ندمت بعد ذلك وأريد أن أخبر ذلك الشخص بما صدر مني عسى أن يسامحني فهل أفعل ذلك؟
وبارك الله بكم وبموقعكم الفاضل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن واجب المسلم أن ينصح أخاه المسلم ويحرص على هداه، ويوصيه بالحق، وأن يكثر الدعاء له، ويجيبه عما في قلبه من الشبهات، ويرقق قلبه بالمواعظ، وعليه أن يتحفظ من الإكثار من مجالسته إن كان يخشى على نفسه التأثر من انحرافه، والأولى أن يبحث له عن صحبة صالحة تعينه على التأثير عليه وعلى إقناعه بالمنهج السليم.

وأما حكمه فعليك أن تحمد الله أن صديقك يعتبر الكتاب والسنة مرجعين له فهذا أمر محمود ومؤشر خير؛ إلا أنه يتعين عليك أن تنبهه إلى أن كلام أهل العلم يساعد في فهم القرآن والسنة ويوضح مشكلهما ويوضح ما إذا كان للدليل مخصص أو مقيد أو ناسخ أو غير ذلك.

وأما طعنه في المعاصرين من أهل السنة فحاول أن تطلعه على كلامهم وتبين له حرصهم على العمل بالكتاب والسنة وتبين له الدليل الشرعي والصواب فيما ينقمه عليهم إن كان الحق معهم في ذلك.

وأما اطلاعه على الموقع النصراني فبين له خطورته وحرمته على من لم يكن له قدم راسخة في العلم الشرعي تحميه من التأثر بشبهات أهل الضلال، ووضح له أنه إذا لم يمكن الجهال أن يقنعوا النصارى بأحقية دين الإسلام فإن سبب ذلك هو جهل الجاهل وليس عدم أحقية الإسلام.

فلو وجد عالم متخصص لأفحمهم ورد حججهم كما فعل العلماء قديما وحديثا مثل شيخ الإسلام في القديم، ومثل أحمد ديدات في العصر الحديث.

فعلى من لم يستطع حوار أهل الضلال أن يسعى هو في نفسه لتقوية إيمانه وتعلم ما يلزمه تعلمه من أمور الدين، ويعزم على السعي في هداية الناس، فإن لم يتمكن من إقناعهم بسبب جهله فلا حرج عليه لأنه ليس مكلفا إلا بما في وسعه.

وأما كلامك مع صديقك عن هذا الشخص فإن كان الباعث عليه شفقتك على هذا الشخص وتخوفك عليه من التأثر بالباطل فنرجو أن لا يكون عليك فيه إثم.

ولا مانع أن تطلب منه أن يسامحك دون أن تصرح له بما قلت. وراجع الفتاوى التالية أرقامها لمعرفة مكانة المرأة في الإسلام وللمزيد عما تقدم: 33346، 64606، 70483، 63944، 5729، 2073، 16441، 20030، 14742، 18997، 36984.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني