الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصل عام في كل مال جُهل مالكه وتعذر رده

السؤال

ترك عندي أحدهم حقيبة ملابس حيث التقيته في حالة سفر، أنا لا أعرفه وهو لا يعرفني وشاءت الظروف أن افترقنا فلم أجد طريقة أعرف بها عنوانه وهو أيضا لا يعرف عنواني وقد مر وقت طويل جداً، فماذا أفعل بالأمانة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن كانت عنده أمانة أو وديعة ويئس من معرفة مكان صاحبها أو إيصالها إليه فإنه يتصدق فيها في وجوه الخير، كما يتصرف بالمال الذي لا يعرف مالكه، يقول ابن القيم رحمه الله: والمال الذي لا تعرف مالكه يسقط عنا وجوب رده إليه فيصرف في مصالح المسلمين.... وهذا أصل عام في كل مال جُهل مالكه بحيث يتعذر رده إليه؛ كالمغصوب والعواري والودائع تصرف في مصالح المسلمين. انتهى.

وعليه، فإن عليك أن تتصدق بهذه الحقيبة (الوديعة) لتعذر ردها إلى صاحبها.

وننبهك إلى لفظ ورد في سؤالك وهو قولك: (شاءت الظروف) فنسبت المشيئة إلى الظروف، وهذا غلط والصواب -إن كان ولا بد- أن تقول: قدر الله أو شاء الله، هذا مع أن من تمام الأدب ألا ينسب مثل هذا إلى الله أيضاً على حد قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {الشعراء: 80}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني