الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهانة الزوجة ومنعها من الاتصال بأهلها

السؤال

هل يحق للزوج منع زوجته من أن تشتكي لأهلها بالهاتف عن سوء معاملة زوجها لها أحيانا وهي في بلاد الغربة؟
وهل يحق للزوج بأن يقلل من احترامه لزوجته أمام أهله أو الناس أو بينهما لأي سبب بحجة أن الزوجة تطيع زوجها في كل شيء يريده ولو على حساب ما تريد هي لمجرد أنه الرجل . وهي تقوم بكل الواجبات المنزلية والزوجية.مع العلم أنه عنيد ويحب أن تسمع كلمته بكل صغيرة جدا وكبيرة بأمور الحياة؟
هل يحق للزوجة بطلب مصروف شهري خاص بها من أجل الادخار والاستخدام لأنها لا تعمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما من بيت إلا ويحدث فيه الخلاف وتتعارض الآراء وتريد الزوجة مالا يريده الزوج أحيانا، ويريد الزوج ما لا تريد الزوجة أحيانا أخرى، وهكذا الحياة الأسرية. وهذا هو ملحها كما يقال، إلا أن تلك الخلافات لا ينبغي أن تستغل استغلالا سيئا وينحى بها في غير منحاها، فتغاضب الزوجة وتتظلم لأتفه الأسباب وتشكو زوجها لأهلها، فيتفاقم الخلاف ويحتد أواره مما قد يؤدي إلى زعزعة وتقويض بناء الأسرة وهدم كيانها، وإذا كان كذلك فللزوج منع زوجته أن تكلم أهلها فيما من شأنه أن يؤدي إلى ذلك. ولا ينبغي لها هي أن تسعى في ذكر ما قد يدور بينها وبين زوجها من خلاف فذلك قلما يخلو منه بيت وذكره للأهل لا يؤدي إلا إلى حل عرى العصمة وزيادة الخلاف. ولكن إن كان الزوج يظلم زوجته حقا فلها أن تتظلم إلى أهلها أو إلى القاضي أو غيره ممن يرفع عنها الظلم، وليس للزوج منعها من ذلك ولا طاعة له فيه. وإن كان الأولى حل الخلافات الزوجية بالبيت وعدم إدخال طرف آخر ما دام ذلك ممكنا.

وليس للزوج منع زوجته أن تتصل على أهلها لتسأل عن أخبارهم أو تطمئنهم على سلامتها ونحو ذلك كما بينا في الفتوى رقم: 7260.

وأما إهانته لها أمام أهله أو غيرهم فلا يجوز إذ ليس ذلك من المعروف المأمور به في قول الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ {البقرة:228} وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}

وقد بينا ما يجب للزوجة على زوجها، وأما حكم إهانته إياها وما ينبغي فعله تجاه ذلك ففي الفتاوى ذات الأرقام التالية:32384، 9560.

ولمعرفة حكم طلب الزوجة مصروفا خاصا من زوجها زيادة على النفقة انظري الفتوى رقم: 36404.

ونصيحتنا لتلك الزوجة أن تصبر على زوجها وتغض الطرف عما يمكنها غض الطرف عنه من مساوئه، كما ننصحها بالمزيد من الاجتهاد في كل ما يرضيه، وبتذكيره برفق ولين بما عليه من الحقوق التي سوف يسأل عنها، ونرجو الله تعالى أن يهدي الجميع، ويوفقهم لما فيه خير الدنيا والآخرة، كما نوصي الزوج ونؤكد عليه بمثل ما أوصينا به الزوجة وزيادة لطف وتحمل وتسامح، ولعل الزوج في كثير من الأحوال أقدر على ذلك من المرأة التي خلقها الله تعالى جياشة العواطف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني