الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر الزوجة منزل الزوجية بغير سبب شرعي

السؤال

أنا شاب متزوج من مصر حديثا كنت قد سافرت إلى السعودية لأقدر على نفقات الزواج وعدت بعد السنة الأولى وبحثت عن زوجة صالحة ورشح لي أحد الأصدقاء امرأة ظننت أنها وأهلها على خير فاستخرت الله وتقدمت لها فغالوا في مطالبهم إلا أنني وافقت وحدثت مشاكل بسيطة تدل على عنادهم والكبر لديهم إلا أننى لم أنتبه إلى ذلك ثم عقدت القران ودفعت المهر وفي إحدى المحادثات وأنا في السعودية اختلفت أنا وزوجتي فجلست مدة عشرة أيام لا أكلم زوجتي وأنا في السعودية وهى في مصر فقرر أهلها تأجيل الفرح وعبثا حاولت إثناءهم وأني قد أضر ضررا شديدا لأني لا يمكن النزول من العمل إلا بعدها بسته أشهر إلا إنهم أصروا وأهانوني إهانات شديدة ثم عادت الأمور بعد ذلك وتزوجنا وأصروا على أن اكتب قائمة بالمنقولات فكتبت . ولم يطل زواجي سوى ثلاثة أسابيع كانت خلالها زوجتي شديدة العصبية لأي سبب فأسكت مرات وأرد عليها بعض الأحيان وفي النهاية في آخر يوم تطاولت علي فلم أتمالك نفسي فضربتها ضربا ولكنه ضرب غير مبرح على الإطلاق فلم ألمس الوجه ولم أقبح ولم أضرب بغل بل مجرد محاولة لإسكاتها فما كان منها إلا إن طلبت أهلها فجاءوا وأخذوها من بيتي . طلبت منها أن لا تخرج ولكنها لم تأبه وتركت ملابسها ثم إني ذهبت لهم لأكلم أباها فأهانوني أنا وعائلتي وسبت أمي فرجعنا وذهبنا إليهم ثانية فقال لي ابنتي ستكون عندي ولن تسافر معك الآن قلت له إذن متى فلم يعطني أي ميعاد بعثت له أحد الأشخاص بعدها بأسبوع وكنت قد سافرت لعملي لأني لا أستطيع التأخير فكان رده أني أريد شنطة الملابس ولم يعطه أي ميعاد لتسافر لي وبعد شهر اتصل بي أحد الأشخاص وطلب مني أن أبعث لهم الشنطة فقلت له إني لن أبعث الشنطة فلنحل هذا الموقف فإما أن نكمل أو أن يذهب كل إلى حاله أما هذا الحال فلا أرضاه .
سؤالى1- أليست زوجتي بناشز وتسقط عنها جميع حقوقها بسبب عصيانها لي وعدم سفرها لي وأنا شاب ولم أتزوج إلا لأعف نفسي ويعلم الله كم بداخلي من شهوة ولا أعلم ماذا أفعل ، 2-هل يجوز لي أن أمسك حقيبة الملابس حتى ننهي هذا الموقف وفي أي الحالات سأرجعها ولكنها كوسيلة ضغط ليرضوا بأن نتفاوض
وأخيرا أرجوا الدعاء لي بتفريج همي وكربي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

وبعد فإن كان الحال كما ذكرت، فإن ما فعلته الزوجة يعتبر نشوزاً تأثم به، وهو موجب لإسقاط نفقتها، إلى أن تعود إلى بيت زوجها وطاعته. ونحن نقول بموجب ما بلغنا في هذا السؤال ، وعلى كل فإننا نقدم نصيحة لهذه الزوجة ، إن كانت كما قيل عنها ، أن تتقي الله في زوجها ، وأن تعلم أن الله أمرها بطاعة أمها وأبيها، ولكن في غير معصية الله، ومن المعصية أن تهجر بيت زوجها، وتهجره بدون سبب شرعي، فإن لزوجها عليها من الحقوق ما ليس لأحد .

فقد أخرج الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" انتهى.

وهذا لعظيم حق الزوج على زوجته، ولكيفية التعامل مع الزوجة الناشز تراجع الفتاوى التالية أرقامها:1225، 4055، 3738.

واعلم أن الزوجة إذا خرجت من بيت زوجها لإنزاله الضرر بها كالضرب المبرح أو السب والإهانة ونحو ذلك مما يخل بكرامتها ومروءتها، ولا يفعل بمثيلاتها حسب عرف بلدها، فلا يكون خروجها نشوزا بل إزالة للضرر والضرر يزال كما في القاعدة الشرعية وانظر الفتوى رقم: 12695.

وأما شنطة الملابس فإن كانت ملكا لها خاصة بها فليس لك منعها منها ويجب عليك أن تسلمها إياها . وتضمن حقك إما بالمفاوضة وتوسيط أصحاب الوجاهة من قومك أو برفع الأمر إلى المحكمة .

نسأل الله تعالى أن يفرج كربتك، ويكشف غمتك، وييسر أمرك، ويهيئ لك منه رشدا؛ إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني