الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب على الزوجة إذا كان بغرض الإصلاح

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أود استفساركم حول موضوع ومشكلة أعيشها مع زوجتي: فنحن متزوجان منذ مدة 12 سنة ولدينا 03 أطفال وكنا نعيش في طمأنينة وراحة بال دون مشاكل أو شجار بيننا راضين بما رزقنا الله, أنا موظف وزوجتي ربة بيت مؤمنين بالله , وكانت في بعض الأحيان تقع لي فترة أكون فيها قلقا فتخفف عني زوجتي وتبادر في التخفيف عني وكانت أحيانا تسألني هل أحبها وكانت تقول لي إنني لا أنطق بذلك إلا عند الجماع بها وعشنا فترة رائعة خلال شهر محرم 1427 هـ ...
وحصل بيننا مند أربعة (04) أشهر تقريبا نوع من القلق وبدأت بعدها تسهر الليل أمام جهاز الكومبيوتر وتصبح نائمة حتى في بعض الأحيان تفوتها صلاة الفجر وفي هذه المدة كنت أجد صعوبة في إيقاظها من أجل الصلاة وكان ذلك يؤثر في نفسي .
وفي منتصف شهرسبتمبرمن هذه السنة 2006 طلبت مني الانفصال وتطالبني بالفراق والطلاق وأنها أصبحت تكرهني وتكره العيش معي كزوجة وقامت بمفارقتني في الفراش أي أننا لا ننام في نفس المكان ( ( في غرفتين منفصلتين داخل نفس البيت) ولاحظت خلال هذه المدة أنها لا تنطق باسمي بل أكثر من ذلك لا تقدر على النظر في وجهي وتحس بالضيق أثناء وجودي في البيت وترتاح أثناء غيابي وكلما ناقشت معها الموضوع تجيبني بنفس الجواب أن راحتها واستقرار نفسها سيكون بالفراق وحاولت مرتين أن تذهب إلى محامي لتقوم بالإجراءات القانونية لكنها كما تقول تفضل أن أتفاهم معها على حل من أجل ما تسميه هي بالطلاق الناجح وكلما أطرح عليها أن نستشير مع أفراد عائلتها أو أحد الأصدقاء من أجل التدخل وحل المشكلة أو السبب أو أي خطأ مني فإنني مستعد لتصحيحه والتغيير من أجل حياة أفضل وأن نفكر في أبنائنا خصوصا وأنهم مازالوا أطفال سنهم مابين 10و06 سنوات وأنهم محتاجون لأسرة ولا يمكن التفريق بينهم لكن ذلك بالنسبة إليها مجرد كلام وأن الحلول التي سيقدمونها إليها تعرفها وأنهم سيطلبون منها الصبر والعيش في الحياة الزوجية من أجل الأبناء .
وبعد استشارة بعض الأصدقاء تبين لي من خلال بعض تصرفاتها أن بها مسا أو سحرا وقمت بعرضها على أحد الأشخاص الذين يعالجون مثل هذه الأمراض بالرقية الشرعية وأكد لي أنها مصابة بالسحر وأن المكلف بهذا السحر يكون من الشياطين أو جني وقدم لي أذكارا وماء قرأ عليه القرآن لتمسح جسدها كله بحضوري وتشرب منه , لكنها ترفض أن تقوم بذلك حيث تقول إنها ليس بها أي مما ذكرت وأنها كاملة الوعي وتعرف ما تريد وترفض استعمال الماء وأجد معها صعوبة في القيام بالأذكار والرقية الشرعية . حتى أنني طلبت منها تقوم إحدى صديقاتها بمساعدتها أثناء استعمال الماء لكن ذلك لم يحصل .
ومن الاستمرار في العلاج أكدت لها أن ما تفكر به بخصوص موضوع الفراق سأنفذه بعد فترة العلاج وأعطتني مهلة شهرين رغم أني لا أريد ذلك ولا أرغب في تطبيقه واعتمدت على هذا الكذب حتى تطمئن وتساعدني على علاج نفسها
هل ما قمت به يتنافى مع شرعنا الحنيف .؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي الصحيحين والرواية للبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

ففي هذا الحديث الحث على الصدق وعلى تحريه وبيان ثمرته كما أنه فيه أيضا التحذير من الكذب ضمنا وبيان آثاره السيئة، فالكذب من كبائر الذنوب.

إلا أن الشارع رخص فيه في مسائل قليلة ترجيحا للمصلحة المرجوة منه ومن هذه المسائل التي رخص الشارع في الكذب فيها ما يحدث الرجل إلى الرجل به زوجته أو تحدث به زوجها كما في الصحيحين وغيرهما.

وعليه، فإنا نقول للسائل لا حرج عليك في أن تعد زوجتك بما ترغب فيه من طلاق وغيره في سبيل علاجها ومحاولة إصلاحها ولا يلزمك أن تفي لها بما وعدتها به، نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني