الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين (المغضوب عليهم) و (الضالين)

السؤال

من هم (المغضوب عليهم) ومن هم (الضالين) وماهو الفرق بينهما في الحساب ؟
وشكرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن ذكرنا بالفتوى رقم : 11233، أن المقصود بـ : المغضوب عليهم : اليهود ، والمقصود بـ : الضالين : النصارى ، وذكرنا قول ابن كثير أنه لا يعلم اختلافا في تفسيرهما بذلك، ومثله قال ابن أبي حاتم فيما نقل عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، ونقل الحافظ عن السهيلي أنه قال : وشاهد ذلك قوله تعالى في اليهود : فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ {البقرة: 90} وفي النصارى : قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا {المائدة: 77} . وروى الإمام أحمد في مسنده عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى .

وينبغي التنبه أنه يلحقهم في هذا الوصف من اتصف بصفاتهم وتخلق بأخلاقهم ، وتراجع الفتوى رقم : 4155، واليهود أسوأ حالا من النصارى، وقد عقد الألوسي في تفسيره : روح المعاني . مقارنة بينهما ومما ذكر من ذلك ما يلي :

1ـ اليهود أشد في الكفر والعناد وأعظم في الخبث والفساد، ولذا قال تعالى : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا {المائدة: 82} والنصارى دون ذلك .

2 ـ أنهم كفروا بنبيين محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، والنصارى كفروا بنبي واحد وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفضائحهم وفظائعهم أكثر مما عند النصارى ، ومن أخص أسباب وصف اليهود بالغضب كونهم قد فسدوا بعد علم، والنصارى فسدوا عن جهل فوصفوا بالضلال .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني