الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتراك في برنامج لتحقيق الربح من الإعلانات على الويب

السؤال

أصحاب الفضيلة العلماء: أرجو الإفادة حول اشتراكي في برنامج خدمة تحقيق الربح من الإعلانات على الويب، حيث إنني أريد أن أنشئ موقعا لي باللغة الانجليزية في مجال العلوم النفسية والسلوكية ، ومن ثم أشترك في برنامج هذه الخدمة، هو وسيط إعلاني بين طرفين: الأول: شركة أو مؤسسة تملك موقعا وتريد الإعلان عنه بواسطة هذه الخدمة الإعلانية المدفوعة. الثاني: أصحاب مواقع ذات نشاطات مختلفة يريدون عرض الإعلانات على مواقعهم لحساب الشركة التي تقدم الخدمة بمقابل مادي. **سياسات وأحكام الشركة: شروط هذه الشركة تنص على عدم قبول المواقع الإباحية ومواقع القمار والميسر والمخدرات، سواء كانوا من الطرف الأول أو من الطرف الثاني. ولكنها كشركة غير إسلامية؛ فهي تقبل مواقع البنوك الربوية وشركات الفوركس ومواقع الأفلام والأغاني والسياحة و شؤون المرأة ، حتى أن بعض المواقع العادية قد تحوي صورا لنساء متبرجات . بعد الاشتراك في هذه الخدمة، يتم استلام (الشفرة الإعلانية) الخاصة بها، ووضعها علي صفحات الموقع الخاص بي، وبعد ذلك يتم عمل الشفرة. طريقة عمل الشفرة الإعلانية لبرنامج الموقع المقدم للخدمة: تعمل هذه الشفرة بطريقة آلية ديناميكية كالآتي: تقرأ هذه الشفرة الكلمات الرئيسة والفرعية وكلمات أخرى من النصوص على صفحة الموقع المتضمنة للشفرة؛ فيتم عرض الإعلانات آليا بما يتوافق مع موضوع الصفحة. تعرض هذه الشفرة الإعلانات بما يتوافق مع دولة زائر الموقع أو الصفحة . تتغير الاعلانات التي تعرضها الشفرة بصورة شبه دورية تصعب مراقبتها. وعلي ذلك فإن كان موضوع الموقع عن السيارات ؛ فسوف تكون الاعلانات عن السيارات ، وإن كان عن الأعشاب فسوف تكون كذلك وهكذا ، أيضا لو أن رجلين أحدهما في دولة والآخر في دولة أخرى وقاما بزيارة الموقع في آن واحد ؛ فإن كلا منهما سيري إعلانا مختلفا عما سيراه الآخر، وهكذا أيضا الإعلان الذي رايته بالأمس فلن تراه غدا . طريقة التحكم في المادة الإعلانية المعروضة بواسطة شفرة الخدمة:أولا : معاينة الإعلانات تتم بواسطة برنامج المعاينة والذي يمكنني من مشاهدة معظم الإعلانات التي تعرض على موقعي الان، في دولتي أو الدول الأخرى. ثانيا: الفلترة أو الترشيح: هذه الخاصية تمكنني من منع عرض إعلان معين علي موقعي عن طريق إضافة عنوانه إلى قائمة الترشيح أو الفلترة الخاصة بي عند الموقع المقدمة للخدمة والذي يتسع ل(200) موقع ، علما بأن ترشيح الموقع وفلترته لا تعني عدم عرضه مرة أخرى؛ فهم يقولون بالنص: (يرجى الملاحظة أن الموقع لا يضمن أن كل إعلانات المواقع التي تضيفها إلى قائمة ترشيح الإعلانات المنافسة أو الإعلانات التي تتضمن محتوى غير مرغوب ستُمنع من الظهور على موقعك).الرجاء الإفادة والتوضيح، حيث إنني سوف أقوم بنشر هذه الفتوى في المنتديات وبين المشتركين في الموقع المقدم لهذه الخدمة. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قرأنا هذه التفاصيل التي كتبتها عن هذا البرنامج وطريقة الاشتراك فيه.

وما ذكرته من أن الوقع المقدم للخدمة يقبل من بين ما يقبله مواقع البنوك الربوية وشركات الفوركس ومواقع الأفلام والأغاني... وختمت ذلك بقولك: حتى إن بعض المواقع العادية قد تحوي صورا لنساء متبرجات.

ثم بينت أن معاينة الإعلانات تتم بواسطة برنامج المعاينة الذي يمكنك من مشاهدة معظم الإعلانات التي تعرض على موقعك في دولتك أو الدول الأخري.

كما ذكرت أن الفلترة أو الترشيح تمكنك من منع عرض إعلان معين على موقعك عن طريق إضافة عنوانه إلى قائمة الترشيح أو الفلترة الخاصة بك عند ذلك الموقع.

وذكرت أن ترشيح الموقع وفلترته لا تعني عدم عرضه مرة أخرى؛ لأنهم يقولون بالنص: (يرجى الملاحظة أن الموقع لا يضمن أن كل إعلانات المواقع التي تضيفها إلى قائمة ترشيح الإعلانات المنافسة أو الإعلانات التي تتضمن محتوى غير مرغوب ستُمنع من الظهور على موقعك).

فهذا القدر الذي ذكرته عن البرنامج، وعن طريقة المعاينة فيه أو الفلترة، كافٍ للحكم على المشاركة فيه بعدم الإباحة.

ذلك أن المشارك سيعاين أمورا لا تجوز رؤيتها، وهو مأمور بحفظ جميع جوارحه عن الحرام. قال الله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}.

وسيساهم في الترويج لتلك الأمور. والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة :2}.

فالذي ننصحك به أن تتجنب الاشتراك المذكور، ما دام بهذه الحالة، ولن تعدم وسيلة لنشر ما أردت نشره من العلوم النفسية والسلوكية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني