الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نزول الكدرة بعد تمام العادة لا يعتبر حيضاً

السؤال

أنا أفطرت في شهر رمضان 6 أيام وفي ليل يوم سادس اغتسلت وهذه المدة المعتادة لي في صباح يوم السادس رأيت خطا لونه بني فاتح رفيع لم أعره أي اهتمام غيرت ملابسي وصليت وصمت بدون غسل مرة أخرى ثم بعد أربعة أيام نزل مني مادة بيضاء قالوا لي دليل نظافة فاغتسلت وصمت، فما حكم تلك الأيام الأربعة، علما بأني صمت فيها وصليت بدون غسل؟ لكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت قد اغتسلت بعد التحقق من انقطاع الحيض وجفوف المحل، ورأيت الخط المذكور بعد تمام أيام حيضك المعتادة فما رأيته لا يعتبر حيضاً؛ لأن نزول الكدرة بعد تمام العادة لا يعتبر حيضاً، قال ابن قدامة في المغني: يعني: إذا رأت في أيام عادتها صفرة أو كدرة، فهو حيض، وإن رأته بعد أيام حيضها، لم يعتد به. نص عليه أحمد، وبه قال يحيى الأنصاري، وربيعة، ومالك، والثوري، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن مهدي، والشافعي، وإسحاق. وقال أبو يوسف، وأبو ثور: لا يكون حيضاً، إلا أن يتقدمه دم أسود، لأن أم عطية -وكانت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم- قالت: كنا لا نعتد بالصفرة والكدرة بعد الغسل شيئاً. رواه أبو داود، وقال: بعد الطهر. ولنا، قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى. وهذا يتناول الصفرة والكدرة، وروى الأثرم، بإسناده عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تبعث إليها النساء بالدرجة فيها الكرسف، فيها الصفرة والكدرة، فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. تريد بذلك الطهر من الحيضة. وحديث أم عطية إنما يتناول ما بعد الطهر والاغتسال، ونحن نقول به، وقد قالت عائشة: ما كنا نعد الكدرة والصفرة حيضاً. مع قولها المتقدم، الذي ذكرناه. انتهى، وللمزيد من الفائدة في الموضوع راجعي الفتوى رقم: 71835.

وإن كان نزول ما ذكرت قبل تمام انقطاع الدم والتحقق من ذلك فيعتبر حيضاً، وبالتالي فيجب قضاء صوم ذلك اليوم إذا كانت الرؤية بعد طلوع الفجر الصادق، وبالنسبة لغيره من الأيام فالصوم فيها صحيح إذا كان الدم قد انقطع قبلها انقطاعاً تاماً، أما الصلاة فلا يُجزئ ما حصل منها قبل الغسل الثاني، وبالتالي فيجب قضاء ما حصل منها قبل حصول الغسل الثاني إذا اعتبرنا أن الذي رأيته حيضاً، وراجعي الفتوى رقم: 32572.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني