الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة خلف من صلى على ميت كان ينطق بالكفر ولا يصلي

السؤال

هل يجوز الصلاة خلف إمام يصلي على مسلم ميت كان في حياته يتلفظ بأقوال الشرك والكفر والسب حتى أنه كان لا يصلي؟ هل تصح الصلاة خلف ذلك الإمام؟أفيدوني مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم:17254، أن صلاة الجنازة على تارك الصلاة محل خلاف بين العلماء، ومن تلفظ بألفاظ كفرية، وتحققت شروط تكفيره، وانتفت عنه الموانع من الجهل أو الإكراه ونحو ذلك- من توفر فيه ذلك ولم يرجع إلى الإسلام قبل موته - فإنه لا يصلى عليه لأنه كافر والعياذ بالله تعالى، ونعني بتارك الصلاة الذي مات على ذلك ولم يتب، والصلاة خلف الإمام المذكور صحيحة ولو كان يعتقد كفر من صلى عليه إذ صلاته عليه لا تخرجه عن الملة غاية أمره أنه قد عصى ربه؛ لأنه فعل حراما بالإجماع، كما قال النووي رحمه الله، وعليه التوبة إلى الله تعالى. والصلاة خلف غيره في هذه الحالة أولى، هذا على تقدير أن الشخص مات على غير ملة الإسلام وكان الإمام يعتقد أنه كفر، لكنا نقول ينبغي أن يحسن بالإمام الظن في هذا الأمر، فقد لا يثبت عنده أن الميت مات وهو لا يصلي، وقد لا يعتقد أن الألفاظ التي كان يقولها تؤدي إلى الكفر، وقد يعلم أنه تاب من ذلك كله، كل هذا محتمل، وعليه تحمل صلاته عليه. وانظر الفتوى رقم: 17654.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني