الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب مراعاة رغبة الأم قدر المستطاع

السؤال

سؤالي هو, هل يجب علي أن أتصل دائما بأخواتي في التليفون لأرضي أمي، أنا متزوجة وعندي طفلة رضيعة ودائماً أكون مشغولة بها أو بالبيت ولا يخطر ببالي أن أحكي مع أحد، نادراً ما أحكي مع صديقاتي، ولكن أمي تغضب مني مع أنا انتقلنا لنفس المدينة وأذهب لزيارتهم كل جمعة، وعندما أذهب لزيارتهم, يظل كل واحد بغرفته ولكن أمي تقول لي أنتِ الكبيرة ويجب عليك تحملهم، أنا لا أريد أن أغضبها، ولكني لا أرى أنها على حق، أريد منكم نصيحة؟ جزاكم الله عني خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصلة الرحم من آكد الواجبات، وقطعها محرم، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22-23}، وفي صحيح البخاري من حديث جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع. وصلة الرحم تحصل بما يعد صلة في عرف المجتمع، كالزيارات والاتصال عبر الهاتف والإهداء وغيرها.. ولا شك في أن ما ذكرت أنك تفعلينه من الذهاب لزيارة أخواتك كل جمعه يعتبر صلة ما لم يكن العرف عندكم يقتضي خلاف ذلك.

ولكن أمك لها عليك حقوق كثيرة، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15}، وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله، قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم.

وروي عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمك حية؟ قلت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: الزم رجلها فثم الجنة. رواه الطبراني.

وفي الحديث: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.

وبناء على جميع ما ذكر، فالذي ننصحك به هو أن تلزمي ما تريده منك أمك، ما لم يكن فوق طاقتك، أو يؤدي بك إلى التقصير في الواجبات الزوجية، أو في شيء من الواجبات الأخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني