الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حسن العشرة أن يقبل الزوج اعتذار زوجته إذا أخطأت

السؤال

أنا متزوجة وحدث بيني وبين زوجي خلاف نتيجة سوء فهم مني، ولكنه يظن أني متعمدة واعتذرت له ووضحت له أني لم أكن أفهم مقصده، ولكنه لم يقبل حتى أنه يرفض المجيء إلى البيت ويقيم في بيت آخر، ذهبت له فلم أجده وأتصل به بالهاتف فلا يزيده إلا نفوراً، فهل أنا ملعونة أو علي ذنب أفتوني بسرعة؟ الله يجزيكم الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يفعله الزوج ينافي قول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، ويخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك.

وإذا كان هذا حقاً لأي مسلم، فالزوجة من باب أولى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها.

فعلى المسلم أن يقبل العذر ممن أخطأ في حقه، ونذكر هذا الزوج الممتنع من قبول العذر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس. قال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب: رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجه بإسنادين جيدين إلا أنه قال كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس. وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات إلا أنه مرسل. وإذا صدقت أختي السائلة في توبتك، وبذلت جهدك في طلب رضا زوجك ولم يسامح فلا إثم عليك بل الإثم عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني