الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السائل الذي ينزل بدون أن يشعر به المرء

السؤال

هل تشعر الفتاة بالضرورة بنزول المني منها؟ أي أنها إذا وجدت سائلا أبيض ولم تكن قد شعرت بنزوله أثناء تقبيل زوجها لها فهذا يكون مذيا، أرجو الإجابة علي سؤالي في أقرب وقت، كما أرجو ألا تحيلوني إلى فتاوي سابقة لأني قرأتها ولم أجد الإجابة الواضحة علي سؤالي؟ أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المني هو السائل الذي يخرج عند الشهوة الكبرى بتدفق ويعقبه فتور، ولا يمكن عادة أن يخرج بدون شعور إلا إذا كان الشخص نائماً فربما خرج من غير شعور، ويجب منه الغسل، لقوله تعالى: وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ {المائدة:6}، وهو بالنسبة للمرأة أصفر رقيق، وقد يكون أبيض.

أما المذي فيمكن أن يخرج من غير شعور، وهو كما وصفه أهل العلم ماء أبيض رقيق لزج شفاف يخرج عند الشهوة الصغرى لا بدفق، ولا يأتي بعده فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه، والواجب غسله والوضوء منه ولا يجب منه الغسل، لحديث علي رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاءً، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: فيه الوضوء. متفق عليه، واللفظ للبخاري، قال النووي في المجموع: والمذي ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر منه في الرجال. انتهى.

وعلى هذا فإذا وجدت الفتاة أو غيرها ما ذكر في السؤال عند حصول الشهوة الصغرى فإنه يعتبر مذياً يجب غسله، وينقض الوضوء سواء خرج بعد الشهوة أو أثناءها ولو لم تشعر بخروجه، وننبه هنا إلى أن الشهوة الصغرى التي تسبب خروج المذي هي التي تنشأ غالباً عن مقدمات الجماع أو النظر أو التفكر فيما يثير الغريزة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني