الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها

السؤال

أود أن اسأل عن معنى قوله تعالي "ورتل القرآن ترتيلا" وهل معني كلمة "ترتيل" أننا نتغنى بالقرآن، وماذا عن من لا يستطيع التغني به ويقرأ قراءة عادية وعن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يوم القيامة يقول لنا اقرا ورتل كما كنت ترتل في الدنيا وإن منزلتك عند آخر آيه قرأتها، وهل معنى ذلك أنني لو كانت آخر آية قرأتها هي قوله تعالى"ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" هل هي ما سأقرؤها والله أعلم، فأرجو أن تكونوا تفهمتم سؤالي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ترتيل القرآن معناه -كما قال أهل العلم- قراءته بتؤدة وطمأنينة مع تدبر معانيه ومراعاة أحكام تجويده والمحافظة عليها. والترتيل عند علماء القراءة مرتبة من مراتب التلاوة الثلاثة وهي: الترتيل والتدوير والحدر، وأفضلها الترتيل وهو ما أشار إليه القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا{المزمل:4}، لذلك أكّد الأمر به بالمصدر وهو (ترتيلا).

ولا يتحقق الترتيل إلا بتطبيق أحكام التجويد المستمدة من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ثبتت عنه بالنقل المتواتر والأحاديث الصحيحة دون إفراط ولا تفريط.

وأما التغني بالقرآن فمعناه تحسين الصوت به من غير تكلف ولا تعسف.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. رواه البخاري وغيره.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل... الحديث. فهو صحيح كما قال الترمذي وغيره، ومعناه كما في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: ... جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على ذلك، فيكون منتهى الثواب على منتهى القراءة. وعلى ذلك فإن درجة كل قارئ ومنزلته في الجنة تكون عند آخر آية يقرؤها ولو كانت من أول المصحف وآخره أو وسطه، وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14628، 1018، 55730.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني