الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجب على من أسقطت جنينها

السؤال

أنا قبل 30 عاما كنت حاملا ببنت في الشهر السابع وحملت حنفية كي أسقي الأغنام وأسقطت البنت وبقيت حية لمدة 7 أيام ثم ماتت. مع العلم أنني لم أجد أحدا يسقيها بدلا مني وأنا من ذلك الوقت أتألم لهذا ولم أجد أحدا أستفتيه . فأرجو من الله ثم منكم الرد علي بالفتوى وهل علي إثم ؟ أو كفارة؟ أرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا . أنا في انتظار الرد على أحر من الجمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فقد نص العلماء على أن الحامل إذا عملت عملاً يسبب عادة إسقاط جنينها ثم سقط ‏نتيجة لذلك العمل، كأن تشرب دواء فتسقط منه فإنها تضمنه. قال في المغني عند قول ‏صاحب المتن - وإذا شربت دواء فألقت جنينها ميتاً فعليها غرة، ولا ترث منه شيئاً، ‏وتعتق رقبة… ( ليس في هذه الجملة اختلاف بين أهل العلم نعلمه، إلا ما كان من قول من لم ‏يوجب عتق الرقبة). والغرة عند أهل العلم تقدر قيمتها بعشر دية أم الجنين.‏
أما إذا أسقط الجنين حياً لمدة يعيش لمثلها وهي ستة أشهر فأكثر، فإن اللازم فيه حينئذ ‏الدية كاملة مع الكفارة. ولهذا فإنا نقول للسائلة: إن كان العمل الذي ذكرت لا يسبب ‏الإسقاط -عادة- فلا شيء عليك، أما إذا كان هذا العمل -عادة- يسبب الإسقاط ‏فتجب عليك دية البنت كاملة لأنها سقطت حية ولمدة يعيش الولد في مثلها، وإنما وجبت ‏عليك الدية لإقدامك على ما يسبب الإسقاط، وتفريطك وتقصيرك في المحافظة على ‏حياتها، إذ هي تحت مسئوليتك، كما يجب عليك أيضاً الكفارة وهي: عتق رقبة، فإن لم ‏تستطيعي فصيام شهرين متتابعين.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني