الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقديم العزاء وصنع الطعام لأهل الميت والاجتماع للأكل عندهم

السؤال

هل تقديم العزاء واجب وما حكم تقديم الأكل للمعزين واجتماعهم في بيت العزاء، وما هو حكم رفض الطعام الذي يقدمه الجيران لأهل الميت في اليوم الأول لأنهم ينتظرون أن يقدم لهم أهل الميت الأكل لمدة أسبوع فيتحول بيت الميت لمطعم بابه مفتوح بالليل والنهار، وكيف السبيل لاتباع ما أمر به الله في مثل هذه المصيبة، وهل يجوز طرد الأقارب والجيران أن لم ينفع معهم النصح وأن ما يفعلونه بدعة، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما عن حكم تقديم العزاء فإنه مستحب وليس بواجب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

كما أن صنع الطعام لأهل الميت مستحب أيضاً، قال الإمام النووي في المجموع: واتفقت نصوص الشافعي في الأم والمختصر والأصحاب على أنه يستحب لأقرباء الميت وجيرانه أن يعملوا طعاماً لأهل الميت، ويكون بحيث يشبعهم في يومهم وليلتهم.

أما تقديم الأكل للمعزين واجتماعهم في بيت العزاء بمناسبة الوفاة فإنه لا يجوز، لأنه من البدع والمحدثات التي أحدثها الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح، ولأنه كذلك من النياحة وتعظيم المصيبة... ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.

وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة. رواه الإمام أحمد وابن ماجه، وإذا تقرر أن الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة التي ورد النهي عنها، فالمتعين على المسلم أن لا يشارك فيه ولا يأكل منه.

وأما السبيل لإزالة هذه البدعة فهو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستخدام الحكمة في ذلك، والقدوة الحسنة، ولا داعي إلى طرد الأقارب والجيران، لأن ذلك ليس من أخلاق المسلم، ولكنك إذا فعلت ما أوجب الله عليك من النصح فلا يضرك بعد ذلك فعل أولئك، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني