الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات التي تخرج بعد انتهاء الحيض

السؤال

عندي سؤال وهو أن من العادة عندي في منتصف الدورة الشهرية أن ينزل علي إفرازات كثيرة , يعني إذا كانت الدورة الشهرية ثلاثين يوما - من أول الحيضة إلى بداية الحيضة التي تليها - ففي الأيام 14 و 15 و 16 أو أكثر أو أقل(وهي أيام التبويض كما يسميها الأطباء- أي خروج البويضة من المبيض-) تنزل علي إفرازات كثيرة ومستمرة وسؤالي الأول : هل آخذ حكم ذوي الأعذار في هذه الفترة فأتوضأ لكل صلاة أم ماذا يجب علي ؟ علما أن نزول هذه الإفرازات عادة عندي في منتصف الدورة .
وسؤالي الثاني جزاكم الله خيرا : عندما أستيقظ من النوم في هذه الفترة وأجد هذه الإفرازات ، هل أعتبرها من الاحتلام فأغتسل منها ؟ لأن هذا الأمر يسبب لي الكثير من المشقة في الاغتسال كل يوم من هذه الأيام كما يكون سببا في خروج وقت الفجر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي فهمناه من سؤالك أن مدة الحيض والطهر عندك شهر كامل، وأنك تطهرين من الحيض قبل اليوم الثالث عشر إلا أن بعض الإفرازات تنزل عليك ابتداء من اليوم الرابع عشر لمدة ثلاثة أيام أو أكثر أو أقل ثم تنقطع.

ومادام الأمر كذلك فهذه الإفرازات ليست حيضا لأنها تجاوز مع ما قبلها من الحيض والطهر خمسة عشر يوما ، ولا يمكن عدها حيضا تابعا للأول؛ لأن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما والمجموع يزيد على ذلك.

ولا يمكن عدها حيضا جديدا لأنه لم يفصل بينها وبين نهاية دم الحيض خمسة عشر يوما طهرا؛ لأن أقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر يوما، فهي إذن دم فساد إذا كان نزولها مستمرا بحيث لا تتوقف وقتا يتسع للطهارة والصلاة فإن عليك التوضؤ بعد دخول الوقت والصلاة عقبه، وهكذا تفعلين في كل صلاة، أما إذا كانت تتوقف فأنت كغيرك إن توضأت بعد التوقف لا ينتقض وضوءك إلا إن حصل ناقض، فلا يلزمك الوضوء لكل صلاة، فلو توضأت مثلا لصلاة الظهر ولم ينزل عليك منها شيء حتى دخل وقت صلاة العشاء فلا مانع من أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء بطهر واحد، لأنه لم ينتقض بنزول الإفرازات وبشرط أن لا ينتقض الوضوء بناقض آخر كما هو معلوم.

وأما الغسل من الإفرازات فلا يجب لأنها ليست منيا، وقد بينا صفات مني المرأة في الفتوى رقم:58570، وعليه فإذا استيقظت من النوم ووجدت الخارج منك يتصف بصفات المني فيلزمك الغسل وإلا فلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني