الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلمس الزوج عيوب زوجته وانتقادها

السؤال

أنا موظفة وراتبي وراتب زوجي معاً ننفق سويا لمعيشة العائلة في جميع مجالات الحياة من بناء بيت أو شراء سيارة أو تعليم أولاد أو مصروف عائلي، لدي ولد وبنتان... في بداية زواجنا كنت نحيفة ودائما ينتقدني زوجي مثل الفسيخة هيكل عظمي ما بتأكل كلي كلي وحالياً أنا متوسطة الحجم خاصة بعد أربعة مرات حمل (ولادات)، يوجد لدي بطن بسيط مع شيء بسيط من الورك أريد شراء كريمات أو مشدات لكي يعود جسمي كما كان أو أذهب لنادي رياضي نسائي فهو يرفض جميع هذه الأشياء وليس لديه قناعة بأي شيء منها، ولكنه في نفس الوقت يجرح مشاعري كثيراً عندما يقول لي شوفي هذا الجسم شوفي هذه البطن التي عندك، مع العلم بأنه لديه بطن ويوميا يذهب للمشي كي لا يكبر بطنه، كما كان كبيراً قبل فترة وأنا لا يوجد لدي أي وقت ما بين وظيفة وما بين عمل البيت وتربية الأولاد ودراستهم وهو غير متعاون معي في البيت نهائيا ويجعل الأولاد يعملون معي ويلبون طلباته الخاصة في المنزل بالإضافة لي وأعمار الأولاد كالتالي (12، 7، 2) والله العظيم حتى الطفلة التي لم تبلغ العامين تساعده في إحضار خصوصياته كالحذاء والفرشاة والماء للشرب، ماذا أفعل في انتقادته هذه وعندما أريد شراء حذاء رجلك كبيرة دفشة، مع العلم أن نمرة رجلي (39) وهو (41) وأنا قياس رجلي كبقية أخواته أو أقل حيث إن مقاس بعض من أخواته (40 - 41) لماذا يعاملني هكذا، بالإضافة إلى أنفك طويل (أم منقار) ويترك كل العيوب التي فيه هو وهذه الانتقادت هي من تربية والدته لا تترك صغيرة أو كبيرة في أي إنسان، الله لا يسامحها، فأرجو الاستعجال في الرد كيف أعامله على هذه الانتقادات حيث يفيدني أنه من حقه أن ينتقدني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نشير إلى أمور مما في السؤال:

أولاً: أن توفير المسكن، ونفقات الزوجة والأولاد من مأكل ومشرب وملبس هو واجب على الزوج، ولا تكلف الزوجة شيء من ذلك، إلا في حال إعسار الزوج فيجب عليها النفقة على أبنائها فقط، وأما توفير المسكن والنفقة على الزوجة فلا يسقط عن الزوج أبداً، وعليه فقيام الزوجة بمساعدة زوجها في النفقات هو من باب الإحسان إليه، فلا يجوز أن يقابل هذا الإحسان بالإساءة، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 42518.

ثانياً: لا يجوز للزوج أن يسخر من أهله، ولا أن يجرح مشاعرهم، لأن هذا ينافي قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. ومعنى لا يفركن لا يكره ولا يبغض. رواه أحمد وهو صحيح.

وبناء على هذا نقول للزوج الكريم إن الشيطان يسعى جاهداً في ألا تقتنع بالحلال، ويزهدك فيه، بل وينمي فيك الوساوس والأوهام وتلمس العيوب، وربما زين في نظرك الحرام، فتطلق نظرك في الحرام وتنظر إلى الأجنبيات، وتتفحص أجسامهن، وكل هذا استدراج من الشيطان، فتب إلى الله تعالى وغض بصرك عن الحرام.

واعلم أن من طلب زوجة كاملة في كل شيء فلن يجد زوجة على وجه الأرض، وكما يوجد النقص في المرأة يوجد النقص في الرجل، ولكن المشكلة تكمن في من ينظر إلى عيوب الآخرين ويغض الطرف عن عيوب نفسه، والله المستعان، فعلى الزوج أن يكف عن عيب زوجته وجرح مشاعرها فذلك لا يجوز، وننصح الزوج الكريم بمطالعة الفتوى رقم: 60909.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني