الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السفر يوم الجمعة وصلاة المسافر بالطائرة

السؤال

الإخوة الكرام أنا طالب أدرس في ألمانيا وسأسافر إن شاء الله إلى بلدي سوريا وقد يصادف موعد سفري يوم الجمعة ظهراً ( أو قبل صلاة الجمعة بحدود الساعتين) وربما لا أصل إلى بلدي إلا بعد العصر وربما بعد دخول وقت المغرب فماذا بشأن الصلاة؟
هل يجب علي أداء صلاة الجمعة أم أصلي صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً بعد وصولي إلى بلدي؟ أم أصلي الظهر وأنا جالس في الطائرة؟
وماذا علي فعله بالنسبة لصلاة الظهر والعصر إذا وصلت بلدي بعد دخول وقت المغرب؟
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اتفقت المذاهب الأربعة على عدم وجوب الجمعة على المسافر، واختلفوا في جواز إنشاء السفر يوم الجمعة نهارا قبل الزوال أي قبل دخول وقت الظهر في حق من تلزمه الجمعة فأجازه أكثر العلماء ومنعه الشافعية.

وأما بعد الزوال فمنعه الجمهور وأجازه الحنفية، وقيده المحققون منهم بأن يخرج قبل ندائها إلا إذا خشي فوت الرفقة ولا يمكنه السفر بدونهم قال ابن عابدين في الحاشية: وذكر في التتارخانية عن التهذيب اعتبار النداء , قيل الأول وقيل الثاني واعتمده في الشرنبلالية... قلت: وينبغي أن يستثنى ما إذا كانت تفوته رفقته لو صلاها ولا يمكنه الذهاب وحده.

وما دمت تخرج قبل دخول الوقت فلا شيء عليك، وتؤخر صلاة الظهر وتجمعها مع العصر جمع تأخير دون قصر بل تصلى الظهر أربعا والعصر أربعا إذا صليتهما في بلدك لأن سفرك ينتهي بوصولك عن وقت العصر إلى بلدك ولا يصح أن تصلي الجمعة بعد خروج وقتها.

إذا خشيت خروج وقت صلاة العصر فإن عليك أن تصلي الظهر والعصر جمعا وقصرا في الطائرة وتستعين بقائد الطائرة ومعاونيه على تحديد القبلة وتهيئة مكان تصلي فيه بركوع وسجود، فإن لم يمكن ذلك فإن عليك أن تصلي على حسب قدرتك.

ثم تعيد بعد الوصول إلى بلدك بأن تصلي الظهر والعصر قضاء بلا قصر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني