الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلف على الامتناع عن طعام معين

السؤال

عمري 16 سنة، أنا حلفت أني ما آكل أكلة فهل يجوز حلفي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيمينك منعقدة لأنك بالغ، وكنا قد بينا علامات البلوغ في الفتوى رقم: 10024 فراجعها، وإذا كنت تعني أنك حلفت على ألا تأكل طعاماً معيناً فإن لك أن تمتنع عن ذلك الطعام، ولك أن تأكل فإذا أكلت فإنك تحنث بمجرد التناول من ذلك الطعام المحلوف عنه وتلزمك الكفارة، وإن كان المراد باليمين هو الامتناع من الأكل بصفة عامة، فإن هذا لا يجوز لما فيه من حمل النفس على الجوع المؤدي للتهلكة، وقد ثبت في الكتاب والسنة ما يدل على وجوب تجنب الضرر والحرص على ما يقيم البدن ويحافظ عليه، كقوله تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}، وقوله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، وعلى كل حال تجب الكفارة بالأكل على كلا الاحتمالين، وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، ومن لم يستطع واحدة من هذه الثلاث فعليه صيام ثلاثة أيام.

لكن في حالة ما إذا كان المراد باليمين الامتناع عن الأكل بصفة عامة فإن الحنث واجب وإن كان المراد الامتناع عن أكلة معينة فقد يكون الحنث أفضل من عدمه وهو جائز أصلاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فليكفر عن يمينه، وليأت الذي هو خير. رواه مسلم. وانظر الفتوى رقم: 81043، والفتوى رقم: 18947.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني