الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرائق وأساليب خدمة دين الله

السؤال

أريد أن أقدم للدين شيئاً فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئاً لك بالاهتمام بهذا الأمر العظيم والهدف النبيل، فأخلص لله تعالى في عملك، وبرمج برنامجاً تستطيع القيام به والاستقامة والمواظبة عليه، فـ أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، كما في حديث الصحيحين، فاقتطع من وقتك ومن مالك ما تستطيع بذله في نصرة دينك، وتمن على الله وادعه بإلحاح أن يستعمل جميع صلاحياتك وعبقريتك وذكاءك في خدمة دينه، وتذكر الحديث: لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته. رواه ابن ماجه وابن حبان وحسنه الألباني. والحديث الآخر: إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل كيف يستعمله يا رسول الله، قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت. رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني.

ويتعين أن يعلم أن هذا الأمر ليس خدمة تطوعية؛ بل هو واجب شرعي يتعين لكل مستطيع القيام به، وأن من أهم ما يتعين العمل أن تسعى في إصلاح نفسك وأهل بيتك عملاً بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}، ثم تسعى في إصلاح جيرتك وعشيرتك عملاً بقوله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ {الشعراء:214}، وبقوله تعالى: وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا {الأنعام:92}، واسع في هداية أصدقائك وجميع من يمكنك الاتصال به ودلالته على الخير وحضه عليه، ومن أهم ما يساعد على هذا الأمر تعلم الدين والعمل به والدعوة إليه والصبر على ذلك فهذا هو جهاد النفس؛ كما قال ابن القيم وابن حجر.

وينبغي أن يستخدم في تحقيق هذا الأمر ما تيسر من الوسائل.. فليستخدم الخطيب لسانه البليغ، والكاتب قلمه السيال، وليستخدم صاحب المال ما أمكن من نشر كتاب مفيد أو مطوية نافعة أو شريط مؤثر، وإذا أمكن أن يكفل بعض الشباب الأذكياء حتى يدرسوا من العلم الشرعي ما أمكن ففيه خير كثير، واسع في نفع الناس ومساعدتهم عملا بحديث مسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. وبحديث مسلم أيضاً: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.

ومن الأعمال المفيدة في هذا المجال أن تكون دائماً نشيطاً وساعياً لاستخدام طاقتك في إغاثة ملهوف أو إعانة محتاج في عمل أو قرض أو رأي فيه مصلحة أو أن تغرس غرساً ينتفع به الناس، ففي الحديث: من منح منيحة ورقا أو ذهبا أو سقى لبنا أو أهدى زقاقا فهو كعدل رقبة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط، وفي الحديث: إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل. رواه أحمد وصححه الألباني. وفي الحديث: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعاً. روه الأصبهاني وحسنه الألباني.

وليسع من يخدم الناس في هدايتهم وليستشعر أنه بهذا العمل يجاهد الساعي في تكفير المسلمين عن طريق المساعدات والإغاثات، والموضوع مهم جداً ولا يكفي فيه فتوى مختصرة، وراجع بعض ما كتب فيه، فراجع كتاب (كيف أخدم الإسلام) لعبد الملك القاسم، وراجع موضوعات في مجلة البيان تتحدث عن هذا الأمر ومن أهمها موضوع (لماذا الدعوة العائلية)، وموضوع (التقنية في خدمة الدعوة إلى الله)، وموضوع (حاجة الدعوة إلى البذل والتضحية)، وهي كلها موجودة على الإنترنت يمكن الحصول عليها عند البحث عنها في جوجل، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65335، 31768، 54245، 76473، 75917، 74032، 71265، 69817، 64715، 50248، 47286، 3058، 33343، 30315، 76493.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني