الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف من مواجهة الناس

السؤال

أنا طالبة جامعية مجتهدة وعلاقتي بالمعلمين والطلبة جيدة جداً، ولكني أعاني من الخوف الشديد عندما نذهب للعمل في المختبر، حيث أني لا أستطيع السيطرة على خوفي، فيداي ترتجفان وقدماي، والشعور بالبرد، وكذلك يسيطر الخوف عند مناقشة بحث أمام المعلم والطلبة، مع أنني أكون مستعدة كليا للبحث، إلا أن شعوري بالخوف عند إلقاء البحث يلازمني، وأشعر بعطش شديد، ورجة في صوتي ويدي تلازمني حتى نهاية المناقشة، فقد لاحظ المعلم علي هذا الخوف، وطلب مني السيطرة عليه، إلا أنني لا أعرف ماذا أفعل، وأخشى أن يؤثر على تحصيلي الجامعي، مع العلم بأنني لجأت لقراءة القرآن الكريم كما طلب مني, ولكن دون جدوى, والآن أصبحت أشعر بعدم الثقة بالنفس, لأنني أريد العودة لوضعي الطبيعي, وأريد أن أستعيد ثقتي وخشوعي لله عز وجل ولا أعلم كيف، فما هو الحل؟ مع الشكر وأرجو إرسال الرد على الإيميل مع شكري لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت أنك تعانين منه من الخوف الشديد في المختبر، ومن ارتجاف اليدين والرجلين، والشعور بالبرد... وما يسيطر عليك من الخوف عند مناقشة بحث أمام المعلم والطلبة، وما تشعرين به من العطش الشديد، والارتجاف في صوتك، وغير ذلك مما فصلته تفصيلا.. قد يكون نتيجة لمرض عضوي طبيعي يستدعي الذهاب إلى طبيب مختص، وقد يكون بسبب وساوس من الشيطان، وقد يكون لسبب غير ذلك.

وعلى أية حال فالذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى، والمحافظة على الفرائض والمداومة على أذكار الصباح والمساء، وعلى أذكار النوم وخاصة آية الكرسي، ومن الأسباب النافعة أيضاً كثرة الدعاء والاستغفار، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود وابن ماجه.

وقولك: لجأت لقراءة القرآن الكريم كما طلب مني، ولكن دون جدوى... هو مما لا ينبغي للمسلم أن يقوله أو يعتقده، ففي الحديث الشريف: ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم. رواه أحمد والترمذي.

واعلمي أنه ينبغي للمسلم أن يكون قوي العزيمة، ماضي الإرادة، مستعيناً في كل أموره بالله سبحانه وتعالى، متوكلا عليه تمام التوكل، جازما بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وقبل أن نكمل هذه الفتوى نريد أن نلفت انتباهك إلى أن تعلم البنت في مكان يختلط فيه الرجال بالنساء يترتب عليه محاذير كثيرة، وإن كانت ثمت حاجة ماسة إلى تعلمك في تلك الجامعة التي يبدو أنها مختلطة، فالواجب أن تحتاطي لدينك في ذلك، وكنا قد بينا من قبل ضوابط جواز تعلم المرأة في المدارس المختلطة، ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 8221.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني