الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل..)

السؤال

تفسير الآية
وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تضمنت هذه الآية الكريمة خطابا من الله تعالى لعباده المؤمنين ينهاهم فيه عن أكل بعضهم مال بعض بالباطل، وهو كل ما نهى الله تعالى عنه كالربا والرشوة والقمار والغصب والظلم وجحد الحقوق والأخذ بغير طيب النفس، ويدخل فيه بذل المال في الملاهي وأجرة المغنين وما أشبه ذلك من كل باطل حرمته الشريعة، وإن طابت به نفس صاحبه كمهر البغي وحلوان الكاهن وأثمان الخمور والخنازير وغير ذلك .ومنه ما يحكم به الحاكم لمن يعلم أنه حرام أو لا يستحقه، فالحرام لا يصير حلالاً بقضاء القاضي ، لأنه إنما يقضي بالظاهر، وأما قوله تعالى: "وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ..."فقال عنه القرطبي:" المعنى لا تصانعوا بأموالكم الحكام وترشوهم ليقضوا لكم على أكثر منها ، وهذا القول يترجح ، لأن الحكام مظنة الرشاء إلا من عصم وهو الأقل، والحكام اليوم عين الرشا لا مظنته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"

وقوله تعالى: لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. أي بطلان ذلك وإثمه ، وهذه مبالغة في الجرأة والمعصية فهي أعظم إثما وأشد عقوبة، وقد اتفق أهل السنة على أن من أخذ ما وقع عليه اسم مال قل أو كثر أنه يفسق بذلك ، وأنه محرم عليه أخذه لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام.... الحديث. رواه مسلم وغيره .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني