الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين الأمر بأخذ الزينة وعدم الإسراف في الأكل والشرب

السؤال

ما الحكمة فى أن يجمع الله سبحانه وتعالى فى آية واحدة بين أمرين لا علاقة لهم ببعضهم كان يقول... {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القرآن معروف بأن أسلوبه أبلغ أساليب الكلام بلاغة وبراعة، وقد بهر العرب الفصحاء ببلاغته فعجزوا عن محاكاته، فلا بد للمؤمن أن يوقن بأنه كتاب حكيم، وليس هناك حرج في الاستفصال والاستفسار عن بيان حكمة الجمع بين أمرين.

ولكن الأمر الضروري الذي يجب اعتقاده هو اعتقاد حكمة القرآن وبلاغته وفصاحته، وأما الجمع بين الأمر بأخذ الزينة والتزين باللباس الحسن والأكل والشرب، فحكمته أن العبد محتاج لكسائه وطعامه، فشرع الله له أن يلبس ويطعم دون إسراف، وقد اجتمع الأمران في الحديث النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة. رواه البخاري معلقاً ورواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني.

ومن الحكمة في ذلك أيضاً إبطال ما كان عند العرب من ترك الوافدين على مكة الطواف بغير لباس مأخوذ من أهل الحرم وترك طعام غير مأخوذ من أهل الحرم، فقد ذكر القرطبي وابن عاشور أن أهل الحرم كانوا يقولون: لا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا. وذكر القرطبي والبغوي والألوسي وابن عاشور أيضاً أن بعض العرب كانوا لا يأكلون دسما في أيام حجهم، ويكتفون باليسير من الطعام ويطوفون عراة، فقيل لهم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني