الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصادرة الأطعمة من الطلاب .. رؤية شرعية

السؤال

ما حكم مصادرة الأطعمة عن طلاب في المدارس الحكومية، حيث إنه يمنع على الطالب أن يدخل إلى المدرسة أطعمه من خارج المدرسة فتقوم إدارة المدرسة بمصادرة هذه الأطعمة عن الطالب وتعطى للحارس أو العامل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان منع الطلاب من إحضار أطعمة من خارج المدرسة ليس لمصلحة معتبرة شرعاً، إنما الحامل على ذلك هو الرغبة في تنشيط مبيعات الأطعمة التي تباع للأولاد داخل المدرسة فلا تجوز هذه المصادرة، وهي محض ظلم لهؤلاء الطلاب، سواء أعطيت الحارس أو العامل أو أكلها المدرسون كما يحدث في بعض المدارس، وقد قال الله تعالى: وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا {الفرقان:19}، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، وقال تعالى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا {طه:111}.

وأما إذا كان لمصلحة معتبرة شرعاً كالحفاظ على مصلحة الأولاد مثلاً، فحكم مصادرة الأطعمة من الطلاب المخالفين في هذه المدارس الحكومية فرع على مسألة جواز التعزير بالمال، فحيث جاز التعزير بالمال جازت هذه المصادرة وإلا منعت، وقد سبق أن بينا أن التعزير بالمال موضع خلاف بين العلماء، وأكثرهم على عدم الجواز وعلى هذا المذاهب الأربعة، بل نقل الصاوي من المالكية في حاشيته الإجماع على ذلك. وراجع للتفصيل في ذلك الفتوى رقم: 34484.

ويمكن الاستغناء عن هذه المصادرة بوسائل عقابية أخرى كالمنع من الأكل في وقت الدوام المدرسي، وكالتوبيخ والحرمان من اللعب والرحلات وما شابه ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني